وجدت هيئة الهلال الأحمر السعودي ضالتها في مشروع سحاب لتقنية المعلومات والاتصالات الذي أطلقته ليحدد الموقع الجغرافي للمتصلين وطالبي الخدمات الإسعافية وربطهم مباشرة بغرف العمليات من خلال شبكات الهاتف، ويمكنها من القضاء على البلاغات الكاذبة والايقاع بمقلدي أصوات الأطفال والنساء. وبحسب "مكة أون لاين"، فإن ذلك يأتي بعد نحو أسبوعين من نشر الصحيفة لتقرير عن غياب التقنية اللازمة لتحديد هوية المتصلين في الهلال الاحمر. وأكد مصدر مطلع في الهيئة ل»مكة» أمس، أن الخدمة ستقضي على أصحاب البلاغات الكاذبة الذين يعمدون على تقليد أصوات نساء وأطفال بهدف التسلية وبث تلك المقاطع على موقع اليوتيوب. ولفت إلى أن الهيئة لم تكن تتمكن من معرفة أماكن العابثين بالبلاغات، وأنها أوعزت إلى جهات حكومية أخرى هذا الجانب لمحاولة الوصول إلى العابثين وتطبيق الأنظمة بحقهم، مؤكداً أن عدد البلاغات الكاذبة المسجلة بالهيئة يتجاوز 600 بلاغ في كل مناطق المملكة. إلى ذلك، أوضح رئيس الهيئة الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز في بيان صحفي أمس، أن المشروع سيسهم بإدارة حركة سيارات الإسعاف عن طريق الأقمار الصناعية وتحقيق زمن استجابة أسرع عند مباشرة الحالات المصابة وذلك في كل من الرياضومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والدمام. وأشار إلى أن المشروع سيعزز تلافي الأخطاء المتكررة عند تحديد المواقع وعناوين البلاغات بناء على وصف المبلغ أو سوء فهم من قبل غرف العمليات، مما يتسبب في تأخير مباشرة الحالات الإسعافية. وبيّن الأمير فيصل أن الهيئة شرعت منذ سنتين في تطوير غرف العمليات وقامت باستبدال الخرائط الثنائية بخرائط ثلاثية الأبعاد، إذ يتم مسح المدن السعودية وتصويرها بأجهزة حديثة (8 كاميرات مزودة بعدسات مطورة) يتم تركيبها على سطح السيارة المعدة للمسح وتربط ببرنامج موصول بالأقمار الصناعية، بعدها يقوم فريق المسح الميداني عبر جدول زمني بتغطية جميع شوارع المدينة ثم معالجة البيانات بالتعاون مع شركة رائدة في هذا المجال لتصبح جاهزة للاستخدام، ما يساعد المختصين من المرحلين في غرف العمليات للتعامل المباشر مع مواقع المصابين ومواقع الحوادث وكأنهم موجودون فيها. وعن آلية العمل، قال إنه عند تلقي غرفة العمليات أي بلاغ سيظهر رقم هاتف المتصل وسيتم تحديد موقعه بشكل واضح وفقا لقراءة الخارطة الذكية والمزودة بإحداثيات جميع المراكز الإسعافية في المنطقة بما فيها الإسعاف الجوي وبالتالي تحدد أقرب مركز إسعافي ثم تبدأ مرحلة تتبع سيارات الإسعاف وتسهيل وصولها للحالة المصابة باستخدام المسارات البديلة في حال ازدحام حركة السير. وأضاف أن العمل جار على تزويد المسعفين بالأجهزة الذكية لتلقي البلاغات الكترونيا وربطها بقواعد بيانات إرشادية لرفع مستوى الخدمات الإسعافية، وتطوير أنظمة تتبع المركبات لتكون شاملة على معلومات دقيقة عن المركبة أثناء تحركاتها ومواقع تمركزها ومواعيد صيانتها.