دخل الهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يومه السادس، في عملية عسكرية قالت تل أبيب إن هدفها تدمير الأنفاق ووقف الصواريخ التي تُطلق من القطاع، وسط استمرار سقوط ضحايا بين الطرفين، في الوقت الذي تباحث فيه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في القاهرة، مع المسؤولين المصريين والأمين العام للأمم المتحدة ضمن مساعي لوقف إطلاق النار. وبحسب "CNN بالعربية"، يستعرض مراسل "CNN" بن ويدمان، الذي يغطي الأزمة من القدس، مقاربات بين "الجرف الصامد" وعمليات عسكرية أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع. كيف يمكن مقارنة التوغل الراهن بعمليات عسكرية سابقة نفذتها إسرائيل بغزة، من المنظور العسكري؟ على نقيض العملية التي تمت أواخر 2008 ومطلع 2009، تركزت الهجمات الحالية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مبدئيا على حي الشجاعية، أما السابقة فاستهدفت مناطق إطلاق الصواريخ. في تقديري حجم القوات العسكرية في العملية الراهنة يفوق سابقتيها، وقد يعود ذلك إلى دخولها مناطق سكانية مكتظة، ما يجعلها عملية تتسم بخطورة أكبر، وبدا ذلك جليا بمقتل 13 جنديا الأحد. هل يتوقع تحقيق العملية أهدافها بتدمير الانفاق ووقف الهجمات الصاروخية؟ حتى اللحظة، لم تكلل المساعي الإسرائيلية في تحقيق هذه المهمة بالنجاح، فمنذ بدايتها حماس تستخدم الأنفاق لنصب كمائن واحتجاز جنود إسرائيليين وتستمر في إطلاق الصواريخ.. ما نشهده هو تغير في القدرات الإسرائيلية، وهكذا حماس.. فكلما جاءت إسرائيل بتكتيك جديد، تجد حماس، والمليشيات الأخرى، طرقا جديدة للمواكبة والتصدي لها.. ما هو مهم الآن مقاتلو حماس يبدون، أكثر تدريبا واكتسبوا مهارات جديدة لم تتوقعها إسرائيل. ونقلت إحدى المطبوعات الإسرائيلية عن جندي عائد من الشجاعية قوله إن حماس تقاتل الآن كما حزب الله، التنظيم اللبناني الذي شن حرب عصابات ناجحة ضد إسرائيل في فترة الثمانينيات والتسعينيات، وأوقع خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية إبان مواجهات 2006. كم باعتقادك سيستغرق التوغل؟ ومتى يمكن تسميتها واقعيا بأنها حرب؟ إنها حرب الآن، من وجهة نظري المتواضعة، تعدى كونه مجرد توغل، لا تبدي حماس أي مؤشرات مهادنة، ولم تبادر بالمسارعة تجاه المقترح المصري بالهدنة، يريدون أن يبدو كقوى عسكرية لا يستهان بها. وزير الدفاع الإسرائيلي رجح الانتهاء من تدمير الأنفاق خلال يومين أو ثلاثة، فإذا ما انتهت هذه الأزمة سريعا، على إسرائيل الانسحاب كما على حماس وقف إطلاق الصواريخ. من وجهة نظر الحركة، لقد حققوا أهدافهم، وهي تلقين إسرائيل درسا.. زعموا اختطاف جندي إسرائيلي، فإن صحت المزاعم فهذه ضربة كبيرة لهم، فعندما اختطفت الحركة، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، استغرق تحريره أكثر من خمس سنوات مقابل إطلاق سراح ما يزيد عن ألف سجين فلسطيني، فإن تأكد اختطاف جندي إسرائيلي، سوف يعتبر ورقة مقايضة كبرى للحركة. هل ستحدث الخسائر البشرية تأثيرا خطيرا على الرأي العام في إسرائيل؟ اعتاد الإسرائيليون على تكبد مثل هذه الخسائر البشرية من قبل حزب الله، ولكن ليس من"حماس".. كنت في شوارع غزة ليل الأحد عندما بدأ فلسطينيون في الاحتفاء بنبأ اختطاف جندي، أعقبه إطلاق نار من قوارب البحرية الإسرائيلية، في خطوة فسرها كثيرون بأنها رد إسرائيل على عملية الاختطاف.