في تطور كبير لعمل كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) قصفت القسام مدينة تل أبيب برشقة من الصواريخ على الهواء مباشرة، في عملية أعلن عنها قبل أن تنفذها. ووفقا لما نشرته "نون بوست"، دعت القسام ، قبل اطلاق الصواريخ"، في بيان عبر قناة الأقصى وحساب القسام على تويتر أنها ستوجه "ضربة عسكرية صاروخية لمنطقة تل أبيب وضواحيها بصواريخ من نوع j80. ودعت القسام إلى تصوير صواريخها المتجهة إلى تل أبيب من غزة، ومتحدية بأن منظومة "القبة الحديدية" لن تتمكن من اعتراضها. وفيما بعد، قالت القسام في بيان على موقعها الإلكتروني: "قامت وحدة خاصة من كتائبنا المظفرة بعد تهديدها للصهاينة بقصف تل أبيب وضواحيها بعد الساعة 09:00 مساء اليوم، قامت بإطلاق 3 دفعات من الصواريخ وهي على النحو التالي: 1- صاروخَين من نوع J80 مزودَين بتقنية لا تُمَكن القبة الحديدية من اكتشافها، وقد أُطلقا في الساعة 09:05 باتجاه بيت يام، ولم تستطع القبة اعتراضهما، ولم تتمكن كل مركبات المنظومة وراداراتها من اكتشافهما حتى وصلا إلى هدفيهما. 2- 4 صواريخ من نوع J80 غير مزودة بهذه التقنية، أُطلقت في تمام الساعة 09:08 باتجاه وسط تل أبيب، وقد لوحظ أن منظومة القبة الحديدية حاولت اعتراضها، لكن ما سجل هو أن أحد صواريخ القبة قد انفجر فوق عسقلان وأوقع إصابات فيها. 3- 4 صواريخ من نوع J80 غير مزودة بهذه التقنية أطلقت في تمام الساعة 09:12 باتجاه شمال تل أبيب. وإننا في كتائب القسام نؤكد أنه بالإضافة إلى الأهداف العملياتية لعملية الإطلاق هذه فإنه كان من المهم أن نثبت لعدونا أن كتائب القسام بقدراتها في تطور دائم، وأن المعركة ما زالت بيننا وأن حرب الأدمغة الدائرة يسجل فيها خبراء كتائب القسام انتصارًا جديدًا على خبراء القبة الحديدية وسيحولونها إلى قبة ورقية لا تحمل إلا الفشل والخيبة للكيان الصهيوني الغاصب". وبذلك تكون هذه أول مرة تعلن فيه القسام عن تقنيتها الجديدة التي تمنع منظومة "القبة الحديدية" بتتبع الصواريخ، والتي أثبتت نجاحها على الهواء مباشرة. الإعلام الإسرائيلي أظهر الجانب الآخر، حيث ظهرت مدينة تل أبيب شبه فارغة من المارة في تمام الساعة التاسعة، كما أظهرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي سقوط أحد الصواريخ فوق تل أبيب، من دون أن يتضح على الفور إن كانت هناك خسائر بشرية أو مادية أم لا. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام عن عملية إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل قبل أن تنفذها، في خطوة تهدف إلى بث حالة من القلق والفزع في صفوف الإسرائيليين، وتأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها القسام في حربها، إضافة إلى ما سبقها من اختراق بث القناة الثانية الإسرائيلية وبث رسائل بالعبرية، وإرسائل رسائل نصية إلى هواتف الإسرائيليين عن تسرب في المفاعل النووي بفعل الصواريخ. ويأتي التحدي الأكبر في إعلان القسام عن موعد إطلاق الصواريخ، هو طائرات جيش الإحتلال الإسرائيلية المشبعة بها سماء غزة، سواء مروحية وحربية أوبدون طيار، والتي ترصد القطاع 24 ساعة دون أن تتمكن من تحديد أماكن إطلاق الصواريخ. ومنذ يوم الإثنين الماضي، تشن إسرائيل عملية عسكرية على غزة، تحت اسم "الجرف الصامد"، شملت غارات مكثفة على مناطق متفرقة من القطاع؛ مما أدى إلى مقتل 151 وإصابة حوالي 1050 فلسطينيًا بجروح متفاوتة، بحسب تصريحات الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة. كما تسببت تلك العملية العسكرية في تدمير 282 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 8910 وحدة أخرى بشكل جزئي، منها 260 وحدة "غير صالحة للسكن"، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية.