شهدت الأربع وعشرين ساعة الأخيرة اتصالات دولية عربية بهدف تهدئة الموقف في قطاع غزّة. وأبرز هذه المساعي الاتصالان الهاتفيان بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع وزير الخارجية القطري، خالد العطية، بحسب ما علمته "العربي الجديد" اللندنية" اليوم. وقالت المصادر: إن الاتصالات الدولية مع الدوحة جاءت بعد تمنّع السلطات المصرية القيام بوساطة من أجل وقف إطلاق النار. وأكدت المصادر أن السلطات الإسرائيلية طلبت من القاهرة لعب دور من أجل التهدئة جرياً على عادة القاهرة في أوضاع مشابهة، لكن رد فعل السلطات المصرية كان سلبياً. وفسرت المصادر الانسحاب المصري، بأنه نابع من حسابات سياسية أساسها ترك إسرائيل توجه ضربة قاصمة إلى المقاومة في غزّة، ولذلك تحاول القاهرة تجنّب أي اتصال مع حركة "حماس". وعطفت المصادر هذا الموقف غير المعلن على اتصالات مصرية إسرائيلية سبقت العدوان، كانت تدور في إطار تفاهم الطرفين على ضرورة إنهاء المقاومة في غزة. وأوضحت المصادر أن إسرائيل راغبة في التهدئة نظراً لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أدرك أن الاستمرار في العدوان لزمن طويل يسير في غير مصلحته، وأن الضربات حققت الغرض الذي كان يطمح إليه، كما أن صمود غزة واستعداد فصائل المقاومة للردّ ومواصلة قصف أهداف إسرائيلية أحدث آثاراً نفسية كبيرة في الشارع الإسرائيلي. أما حركة "حماس"، فهي أبدت موافقة مشروطة على التهدئة وربطتها بحصول اتفاق تهدئة بضمانات دولية، على أساس إحياء اتفاق التهدئة 2012 الذي لم تحترمه إسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، والمفرج عنهم ضمن "وفاء الأحرار" (صفقة شاليط)، ووقف الإجراءات والاستفزازات الاسرائيلية ضد حكومة التوافق الوطني. وقالت المصادر، إن أوساط حركة "حماس" تتصرف على أساس أنها ليست في عجالة من أمرها ومستعدة للتعاطي مع العدوان عسكرياً، وفي حال تواصل العدوان فإنها سوف تقدم مفاجآت جديدة.