تمكنت وسائل الإعلام البريطانية من تحقيق هدفها، بمنع الداعية السعودي محمد العريفي رسميًّا من دخول الأراضي البريطانية. حيث أكد مؤخرًا متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية ذلك، وقال في بيان عبر البريد الإلكتروني: "يمكنننا تأكيد أن محمد العريفي منع من دخول المملكة المتحدة". ووفقا لتحقيق "ساسة بوست"، فأن الصحف البريطانية قد شنت حملة إعلامية عنيفة ضد العريفي اتهمته بالتغرير بمواطنين بريطانيين استمعوا لمحاضرات له ثم انضموا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وذكرت تلك الصحف أن العريفي زار المسجد الذي خرج منه ثلاثة شباب بريطانيين وانضموا للقتال في سوريا ضمن المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة ، وكانت صحيفة "ديلي ميل" أول هذه الصحف التي اختارت موضوع "العريفي" كموضوع رئيس على صفحتها الأولى، كما تناولت صحيفة "ديلي تلغراف" العريفي في تقرير رئيس أيضًا. وتأتي حملة الإعلام البريطاني تلك في إطار حملة أوسع نالت من الإسلاميين، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين التي ربطت معظم وسائل الإعلام البريطانية بينها وبين قصص إخبارية متعلقة بالإرهاب، فأي متابع للإعلام البريطاني يتأكد من مخاوف عديدة للبريطانيين من تعاظم وجود جماعة الإخوان في بريطانيا، خاصة بعد ثورات الربيع العربي وما تمخض عنها من ظروف سياسية. رد العريفي ------------ وجد الشيخ العريفي نفسه مضطرًا للرد على الهجمة الإعلامية البريطانية ضده، حيث أصدر مكتبه الخاص بيانًا يوم الاثنين 23 / 6 / 2014 للرد على الاتهامات البريطانية، وأكد العريفي في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إنه لا يلقي محاضرات إلا بدعوة رسمية؛ بحيث يتم الاتفاق مسبقًا على موضوع المحاضرة، مؤكدًا أن المحاضر عادة "ليس مسؤولاً عن فكر الحاضرين وتوجهاتهم وإنما هو مسئول عما قاله فقط". وقد ذكر البيان أنه سيوكل محامٍ في بريطانيا لرفع قضية ضد الصحيفة، كما أشار أيضًا إلى أن المحاضرة التي تحدثت عنها الصحيفة ألقيت قبل سنوات، أي قبل اشتعال الأحداث الحالية أصلاً، وكان موضوعها "أخلاق المسلم وتعايشه في بلاد الغرب"، حيث تحدث فيها الشيخ "العريفي" عن أهمية التعامل الحسن والدعوة بالحكمة. كما أن العريفي وبعد إعلان الحظر البريطاني أكد عبر حسابه على موقع "تويتر" أنه يرفض "مزاعم وسائل الإعلام اليمينية عن أنه ربما ساهم في تطرف المسلمين الثلاثة المولودين في بريطانيا." وجدد معارضته "بشدة للأساليب الوحشية" التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذي ينفذ هجمات في سوريا. موقف بريطانيا من الإخوان ---------------------- الموقف ليس ببعيد عن الموقف البريطاني تجاه الداعية العريفي، فقد نشطت عدة جهات لدفع الحكومة البريطانية لحظر جماعة الإخوان المسلمين في الأراضي البريطانية خاصة بعد حظرها في مصر والمملكة السعودية، وذلك بإثارة شبهات في وقوف الجماعة وراء العملية الانتحارية التي استهدفت حافلة في جنوبسيناء في فبراير الماضي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائق الحافلة وجرح آخرين. فثمة تقارير أمنية بريطانية تتحدث عن مخاطر محتلمة على بريطانيا من جماعة الإخوان، تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لطلب مراجعة ومتابعة فلسفة وأنشطة الجماعة في بريطانيا، وتصاحبت هذه المراجعات مع إغلاق مدرسة إسلامية في برمنجهام، تمولها الحكومة البريطانية حيث اتهمت إدارة المدرسة بأنها تربي جيلاً من الرديكاليين الإسلاميين، ولا تلتزم فقط بتدريس تعاليم الدين الإسلامي وقيمه. وشكل كاميرون لجنة للنظر في أنشطة جماعة الإخوان ومناهج تربيتها، وقيل أن نتائج اللجنة ستعلن في نهاية يوليو/ تموز الحالي إلا أنه أعلن أمس أن إصدار تقريرها النهائي أُجل إلى شهر أغسطس/ آب المقبل. وأكدت مصادر في جماعة الإخوان أنها ستبدأ في حملة دولية في العديد من الدول الأوروبية عقب قرار بريطانيا تبرئة التنظيم من أعمال الإرهاب، وقال عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة محمد السيسي إن اللجنة القانونية للإخوان في لندن قدمت للحكومة البريطانية كافة المستندات التي تؤيد موقف الإخوان، مشيرًا إلى أن تأجيل بريطانيا لعمل اللجنة وقرارها يسير في اتجاه تبرئة الإخوان من الإرهاب.