دخلَ المحامون الكويتيون تساندهم جمعيتهم خط المواجهة مع السلطة، بعد منعهم من حضور تحقيقات النيابة مع موكليهم المقبوض عليهم في التظاهرات والمسيرات والاحتجاجات التي شهدتها الكويت، عقب توقيف المعارض البارز مسلم البراك، وحبسه احتياطيًّا لمدة 10 أيام على ذمة القضية المعروفة إعلاميًّا ب"الإساءة للقضاء". وجاءت الوقفات الاحتجاجية من المحامين تعبيرًا عن رفضهم للإجراءات التي اتخذت بحق زملائهم، ومنعهم من حضور جلسات التحقيق في النيابة، واليكم التفاصيل عبر التحقيق التالي من صحيفة "التقرير": وقفة احتجاجية أمام مبنى المباحث --------------------------------- فقد نظّم المحامون وقفة احتجاجية أمام مبنى المباحث الجنائية بمحافظة حولي جنوب العاصمة الكويت، مساء اليوم السبت الماضي، احتجاجًا على ما قالوا إنها "عرقلة وزارة الداخلية الكويتية لهم من ممارسة مهامّ عملهم، ومنعهم من الحضور مع المحتجزين أثناء التحقيق"، وشارك في الوقفة نحو أربعين محاميًا، بالإضافة إلى أهالي المحتجزين الذين ألقت الجهات الأمنية القبض عليهم، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات احتجاجية خلال الأيام الماضية تضامنًا مع المعارض البارز النائب السابق مسلم البراك، المحبوس احتياطيًّا لاتهامه بالإساءة للقضاء، حيث ألقت الجهات الأمنية القبض على نحو 15 شخصًا، بحسب مصادر أمنية. جمعية المحامين الكويتية --------------------------- من جهتها، استنكرت جمعية المحامين الكويتية إجراءات وزارة الداخلية، ب"عرقلة" أداء المحامين لصميم عملهم في مخالفة صريحة للقانون، وقال نائب رئيس جمعية المحامين المحامي عبد الرحمن البراك، في تصريح صحفي بأنّه لا يجوز منع المحامي من مقابلة موكله دون أيّ سند قانوني، وهذه مخالفة صريحة ترتكب. وأضاف نصّ المادة 74 مكرر من قانون الإجراءات الجزائية واضح، وهو كل متهم تم حجزه بمعرفة الشرطة أو حبسه احتياطيًّا، يجب أن يحاط كتابة بأسباب حبسه ويجب تمكينه أيضًا من الاستعانة بمحام، وتابع: "نرفض كذلك الاعتداء على أي محامي أثناء أداء عمله؛ فنحن نمثل العدالة وندافع عن الحقوق والحريات". تظاهرات ومسيرات ------------------- وكانت تظاهرات ومسيرات انطلقت مساء السبت الماضي، في منطقة صباح الناصر بمحافظة الفروانية (جنوب غرب) تضامنًا مع مسلم البراك، وأشعل المتظاهرون حاوية قمامة في الشارع، بينما ردت قوات الأمن بالقنابل الدخانية والغازية لتفريقهم، وهو ماحدث حيث تفرقوا داخل شوارع المنطقة، ليتجمعوا من جديد في تكرار لسيناريو كل ليلة. وحددت المحكمة الكلية الكويتية (أول محاكم التقاضي في الكويت)، الخميس الماضي، جلسة الاثنين المقبل، موعدًا للنظر في قضية البراك المحبوس على ذمتها بتهمة الإساءة للقضاء، حسب مصادر قضائية، وقررت النيابة العامة، الأربعاء الماضي، حبس البراك 10 أيام احتياطيًّا على ذمّة التحقيق معه بشأن اتهامه لقضاة بتلقي رشاوى، ووجهت له تهم "السبّ والقذف بحقّ رئيس المجلس الأعلى للقضاء فيصل المرشد والإساءة للقضاء بناء على الشكوى المقدمة منه ضد البراك". أمير الكويت يستنكر استهداف القضاء -------------------------------------- فيما استنكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، "بكل شدة"، الإساءة إلى القضاء، مشيرًا إلى ضرورة أن يسود "تطبيق القانون على الجميع، صونًا وحماية لمؤسسات الدولة الدستورية والمرافق العامة والخاصة". جاء هذا خلال استقباله ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء. وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، إن رئيس الوزراء أحاط الأمير وولي العهد "بما جرى من أحداث وأعمال مخالفة للدستور والقانون، ولا تتفق مع الشريعة الإسلامية السمحاء ومع أخلاق الشعب الكويتي خلال اليومين الماضيين". وقال أمير الكويت، إن "على الجميع واجب الالتزام للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مؤسساته الدستورية لا سيّما السلطة القضائية وقضاؤنا العادل الذي يشهد له الجميع بالأمانة والحيدة والنزاهة والعدل". واستنكر أمير الكويت "وبكل شدّة استهداف القضاء بالإساءة لسمعته ومكانته"، وبيّن أن "القضاء وكما عهد به سيظل عنوانًا للنزاهة والعدالة والضمانة الأكيدة، للحقوق والحريات التي كفلها الدستور ونظمها القانون، وبأنه موضع فخر واعتزاز للشعب الكويتي".