أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن أتباع الرسالات السماوية مطالبون بإحياء منهج الحوار في هذه المرحلة التي تمر بها الإنسانية والتحديات التي تحيط بالبشرية، مشيراً إلى أن الحوار له مكانة كبرى ومنزلة عظمى في الإسلام. وقال الشيخ السديس في كلمة ألقاها ليل أول من أمس أمام جمع غفير من الأكاديميين والعاملين في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا،- بحسب وكالة الأنباء السعودية- «إن من صميم عقيدة الإسلام الإيمان بجميع أنبياء ورسل الله عليهم الصلاة والسلام، وهذا يمثل أرضية كبرى وقاعدة صلبة لينطلق أتباع هذه الرسالات للتفاعل والتواصل والتعاون والتفاهم المشترك لما فيه مصلحة الإنسانية والبشرية كافة». وأكد أن الحوار في الإسلام له مكانة كبرى ومنزلة عظمى وهو طريقة وأسلوب من وسائل وأساليب الدعوة إلى الله عز وجل في ديننا. وتابع قائلاً: «إن إقامة العدل والحق ورفع الظلم والتعاون على القواسم المشتركة التي تجمع الشعوب والرسالات من القضايا المهمة جداً، التي ينبغي أن نحييها وأن تكون أمثال هذه الجامعات وهذه المراكز ساعية في تحقيقها، لأن هؤلاء هم النخبة والمفكرين الذين ينظر إليهم المجتمع»، مبيناً أن من سنن الله أن يختلف الناس أي توجد هناك ثقافات متعددة وحضارات متباينة، لافتاً إلى أن هذا الاختلاف ليس مدعاة للتنازع ولا الصراع وإنما دعوة إلى التواصل بين الناس والتفاهم فيما بينهم والتعايش المشترك فيما بين حضاراتهم وشعوبهم لتحقيق المصالح العامة التي من أجلها وجد هذا الكون، وأمرنا بإعماره فيما يفيد الإنسان ويستثمر قدراته في مجال البناء والإعمار وأي كان ذلك الأمر حسياً أو معنوياً. واقترح الشيخ السديس تكوين فرق أعمال علمية وقاعدة بيانات بحثية للنظر في المشكلات والنوازل التي تصيب الأمة والأقليات المسلمة، وهي أيضاً رسالة لغير المسلمين إذ تكون هناك عناية بكشف الشبهات التي قد ترد، لأن هناك منصفين ينبغي أن نحترم رأيهم وأن نقدر جهدهم وأن نبين لهم الحق. كما اقترح إطلاع هذا المركز وهذه الجامعة العريقة بمشروع حضاري إسلامي يصحح صورة الإسلام في الغرب يدعو إلى حوار الحضارات بطريقة علمية أكاديمية موضوعية تحقق الخير للإنسانية والبشرية جميعا.