قال السفير الإيرلندي في السعودية، إن عدد طلبات التأشيرات المرفوضة للسعوديين "صفر"، وإن جميع طلبات التأشيرات بمختلف أنواعها يتم إنجازها في وقت قياسي لا يتعدى يومين كحد أقصى، وذلك بحسب حوار أجرته معه صحيفة "الاقتصادية". وأكد الدكتور نايال هالوهان، الذي التقت "الاقتصادية" به على هامش "منتدى جدة الاقتصادي 2014"، أن بلاده في موقع يؤهلها لإمداد السعودية بما تحتاج إليه من خبراء في مجال التعليم، ليس الأكاديمي فقط، بل أيضا المهني والتقني. وأضاف، أنه زار جدة من أجل افتتاح قنصلية فخرية لإيرلندا فيها، وتعيين محمد يوسف ناغي قنصلاً فخرياً، معبراً عن أمله في أن يزيد ذلك من التعاون الاقتصادي والتجاري مع سيدات ورجال الأعمال السعوديين. فإلى تفاصيل الحوار: * بداية، كيف تصف العلاقات السعودية - الإيرلندية في الوقت الراهن؟ أعتقد أن العلاقات تتطور مع الوقت إلى الأفضل، وكما هو معلوم فإن الاقتصاد السعودي قوي، وإيرلندا تستطيع تزويد المملكة بالعديد من المنتجات الجيدة التي يحتاج إليها الاقتصاد. حالياً نزود السعودية بالعديد من الأشخاص المحترفين في عمليات التطوير التي تقوم بها المملكة، مثل المهندسين. في الوقت نفسه هناك تزايد في أعداد الطلاب السعوديين الذين يدرسون في إيرلندا. إنني أزور جدة هذه الأيام لافتتاح قنصلية فخرية لنا، وتعيين محمد يوسف ناغي رجل الأعمال المعروف قنصلاً فخرياً، ونأمل أن يساعد ذلك على زيادة التبادل التجاري والاقتصادي مستقبلاً. * ماذا عن أرقام التبادل التجاري بين البلدين؟ في الواقع، حالياً إيرلندا تبيع العديد من المنتجات ذات الجودة العالية في السوق السعودية، بقيمة تتجاوز مليار دولار سنوياً، بينما تصدر السعودية إلينا ما قيمته 100 مليون دولار سنوياً، وتتركز في البتروكيماويات ومنتجات النفط، لحاجتنا الماسة لهذه المنتجات. * هل لديكم إحصاءات عن عدد الشركات الإيرلندية في السعودية؟ الأرقام التي لدينا تشير إلى وجود نحو عشر شركات إيرلندية تم تأسيسها في المملكة مع شركاء سعوديين، بعضها في قطاع المقاولات، وأخرى في قطاع الأغذية الذي تشتهر وتتميز به بلادنا. * هل هناك أي مشاريع جديدة حصلت عليها الشركات الإيرلندية في المملكة؟ حقيقة ليس لدينا شركات عملاقة في مجال المقاولات، لكننا في العادة نحصل على عقود من الباطن كمزودين للشركات الكبيرة. هناك العديد من العقود التي حصلت عليها شركات إيرلندية في قطاعي البتروكيماويات والتعليم. لاشك أن شركاتنا تجد السوق السعودية جذابة. * في المقابل، هل هناك أي استثمارات سعودية في إيرلندا حالياً؟ بداية، نرحب بأي استثمارات سعودية في إيرلندا، وأشير هنا إلى أن مجلس الأعمال السعودي - الإيرلندي تم تأسيسه في السنوات الأخيرة فقط، وعقد لقاءات بين رجال الأعمال في البلدين في دبلن والرياض. وعندما زار رئيس الوزراء الإيرلندي الرياض قبل شهرين، كان يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال والشركات. على حد علمنا فإن كثيرا من الشركات السعودية تتطلع إلى عمل شراكات مع نظرائهم في إيرلندا، وهناك العديد من المجالات التي يمكن الاستثمار فيها مثل الزراعة والإسكان. لقد وجدنا رغبة من شركات سعودية للاستثمار في إيرلندا، خاصة العقارات التي تمثل قطاعا جاذباً في الوقت الراهن. أؤكد هنا أن إيرلندا مكان جيد للاستثمار حالياً، واقتصادنا مفتوح وإجراءاتنا مرنة، واقتصادنا يتسم بالتنافسية العالية. * هل تلقيتم فعلاً طلبات مستثمرين سعوديين، يرغبون الاستثمار في إيرلندا؟ نعم كثيرا. نحن نشجعهم على القدوم إلى إيرلندا للاستثمار - كما أسلفت - في الزراعة والعقارات، إلى جانب قطاعي المالية والمقاولات. نحن سوق حرة ومفتوحة. * بالنسبة للطلاب السعوديين الدارسين في إيرلندا، هل لديكم أرقام عن عددهم؟ يوجد نحو ثلاثة آلاف طالب سعودي يدرسون في إيرلندا حالياً، وذلك في نطاق واسع من التخصصات، معظمهم في المجال الطبي، لكن الآن تم توسيع الدائرة إلى إدارة الأعمال وغيرها. * ما حجم قدرة الجامعات الإيرلندية على استيعاب مزيد من المبتعثين السعوديين؟ أعتقد أن العملية تحتاج إلى التدرج. إذا جاء الطلاب دفعة واحدة فربما الجامعات لن تستوعب الأعداد الكبيرة في وقت واحد، ونتوقع أن نرى ضعف العدد الحالي خلال السنوات الأربع المقبلة. * منتدى جدة الاقتصادي يُناقش توفير فرص العمل للشباب، كيف يمكن لإيرلندا أن تسهم في هذا المجال؟ نحن ندرك أن أعظم مصدر لأي بلد هو الموارد البشرية، لذلك وضعنا كثيراً من الجهود للاستثمار في هذا المجال، أعتقد أننا في موقع يمكّننا من تقديم المساعدة للدول التي تحتاج إلى التعليم، ليس فقط في المواضيع الأكاديمية، بل في المجال المهني والتدريبي أيضاً. لدينا اتفاقية وقعناها مع مؤسسة التعليم التقني والمهني، بحيث يستطيع الطلاب القدوم إلى إيرلندا، للدراسة في المجال المهني، واكتساب الخبرة، بحيث يحصلون على وظائف جيدة، وينقلون الخبرة لزملائهم السعوديين. * بالعودة إلى مجال الأعمال، هل هناك تحديات تواجه المستثمرين الإيرلنديين، الراغبين في الاستثمار في السعودية؟ في الواقع، هناك عدد من النقاط الفنية والبيروقراطية لا شك في ذلك، مثل تسجيل الشركات، لكن أعتقد أي شركة لديها الرغبة في الاستثمار هنا ستكون جاهزة لتحضير متطلبات هيئة الاستثمار "ساقية". هناك صعوبة كذلك في إيجاد شريك سعودي موثوق. نأمل أن تتحسن الأمور ونحن في السفارة نساعد على توضيح هذه الأمور لهم، والعديد منهم سعيدون باستثماراتهم هنا. * ماذا عن التأشيرة الإيرلندية للسعوديين؟ هلا سلطت الضوء على المدة التي تستغرقها؟ نحن سعيدون بقدوم السعوديين إلى إيرلندا، سياحةً أو عملاً أو لأغراض دراسية وأكاديمية، ونحاول تسهيل الإجراءات لهم للقدوم بقدر الإمكان. يسعدني أن أعلن أن نسبة طلبات التأشيرات للسعوديين المرفوضة من السفارة هي "صفر"، ونحاول أن تكون التأشيرة جاهزة خلال وقت قصير في حدود يومين. ولأولئك الذين لا يقطنون الرياض، يستطيعون بكل سهولة إرسال الطلبات عبر البريد بعد تعبئة الطلب على الموقع الإلكتروني.