الاعتداء الجنسي على الطفل عمل مقصود مع سبق الترصّد. أوّل شروطه أن يختلي المعتدي بالطفل. لتحقيق هذه الخلوة، عادةً ما يغري المعتدي الطفل بدعوته إلى ممارسة نشاط معيّن، كالمشاركة في لعبة مثلا أو ما شابه ذلك. صحيفة .NOW أعدت التقرير التالي حول هذا الموضوع: معظم المتحرّشين جنسياً بالأطفال هم أشخاص ذوو صلة بهم. وحتى في حالات التحرش الجنسي من "أجانب" (أي من خارج نطاق العائلة)، فإنّ المعتدي عادةً ما يسعى إلى إنشاء صلة بأمّ الطفل أو أحد ذويه قبل أن يعرض الاعتناء بالطفل. ويتّخذ التحرّش الجنسي بالأطفال أشكالاً عدّة، بدءاً من نعته بمفردات جنسية وصولاً إلى إجباره على ممارسة الجنس، وحتى تصويره بطرق مغرية، أو إجباره على التعري عبر الانترنت، أو على مشاهدة الأفلام الجنسية. كيف يلاحظ الأهل أن ابنهم/ابنتهم تعرّض/ت لتحرش جنسي؟ بحسب الأخصائية في علم نفس الأطفال ليا صوايا، يمكن أن يصاب الطفل الذي تعرّض إلى تحرّش جنسي ولم يتكلم عنه، بصعوبة في التركيز أو اضطرابات في الذاكرة، ومن الدلائل أيضاً التحول الجذري في النشاط المدرسي، سواء رسوباً أو تحليقاً في النتائج. من الإشارات التي يجب أن يتنبّه لها الأهل: علامات إهمال الذات واحتقارها، أو الاضطراب في تطور الهوية الجنسية، وتعنيف الذات والآخر، أو حتى اضطراب النطق وعدم القدرة على التعبير. وتلفت صوايا إلى ضرورة متابعة الاختصاصيين الطفل الذي تعرّض لتحرش جنسي، ويكون على الأهل في هذا الوقت الابتعاد عن الأسئلة المفتوحة بمعنى: "ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ ومن فعل ذلك؟ وكيف تصرّفت؟". ويجب أن يفسحوا في المجال أمام الطفل ليتحدث ويروي القصة كيفما يراها من دون استعجال الأمور. وهي توضح أن بعض الأطفال لا يخبرون ماذا حدث معهم إلا بعد وقت طويل، من هنا يُطلب من الأهل أن يكونوا حاضنين لإبنهم، وأن يعترفوا له أن العمل الذي قام به الآخر مشين، وأنهم سيؤمّنون الحماية له لأنهم يحبونه. بمعنى آخر على الأهل أن يتّبعوا إيقاع الطفل.