قد يعالج علم النفس موضوعات عدة في الصحة العقلية، لكنه نادرا ما يتطرق إلى وضع تعريف واضح عن القوة الذهنية. وهي تعني القدرة على ضبط العواطف وإدارة الأفكار والتصرف على نحو إيجابي بصرف النظر عن الظروف. كما أن تطوير هذه القدرات يعتمد على امتلاك الجرأة الكافية للعيش حسب قيم خاصة، ووضع تعريف محدد عن ماهية النجاح لدى الفرد. ولا تشتمل القوة الذهنية على قوة الإرادة فقط، لكنها أيضا تتطلب العمل الجاد والالتزام؛ فهي تتمحور حول تأسيس عادات صحية تتمثل بتكريس الوقت لتطوير الذات. وقد يكون من الأسهل الشعور بقوتك الذهنية في أوقات الرخاء أو عندما تبدو لك الحياة بسيطة، إلا أن القوة الذهنية الحقيقية تظهر بأقوى صورها أثناء المواقف الصعبة. كذلك فإن اختيار تطوير المهارات التي من شأنها زيادة القوة الذهنية، تعد أفضل طريقة للاستعداد لعقبات الحياة التي لا مفر منها. وبعد هذه المقدمة من تقرير لمجلة "فوربس"، تنصحك "فوربس" بخمسة أمور يمكنك البدء بها لتطوير قواك الذهنية: 1. قيم معتقداتك الأساسية: سبق لنا جميعا أن كونا معتقدات أساسية عن أنفسنا وحياتنا، وعن العالم بشكل عام. إذ إن المعتقدات الأساسية للفرد تتطور مع مرور الوقت، وتعتمد بشكل كبير على التجارب السابقة. وسواء أكنت مدركا لحقيقة معتقداتك أم لا، فإنها تؤثر على أفكارك وتصرفاتك وعواطفك. لكنها قد تكون غير واضحة في بعض الأحيان أو غير مثمرة. ومثال ذلك: إن اعتقدت بأنك لن تنجح أبدا في حياتك، فإن احتمالية تقدمك للوظائف ستكون أقل. لذلك، قم بتحديد وتقييم معتقداتك، واجعلها واضحة ومرنة؛ أي تحتمل الاستثناءات في الوقت ذاته. 2. استخدم طاقتك الذهنية بحكمة: إن إهدار طاقة الدماغ على أمور لا تستطيع التحكم بها، يستنزف طاقتك الذهنية بشكل سريع. وكلما ازداد تفكيرك في الأمور السلبية التي لا يمكنك حلها، كانت طاقتك المتبقية للجهود الإبداعية قليلة. إذا، عليك العمل على توفير طاقتك الذهنية للمهام الإنتاجية، كحل المشكلات أو وضع الأهداف. وعندما تكون أفكارك غير مثمرة، ابذل جهدا واعيا لتحويل طاقتك العقلية إلى أمور أكثر فائدة. 3. استبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية: بالرغم من أن معظمنا لا يقضي وقته في التفكير مستعينا بأفكاره الخاصة، إلا أن زيادة الوعي بعادات التفكير لديك يعد مفيدا في بناء القدرة على التكيف والمرونة. فالأفكار السلبية مثل: "أنا غير قادر على فعل الأمور على النحو الصحيح" ستعيق قدراتك على اتخاذ القرار السليم. لذلك ينبغي لك التحكم بأفكارك السلبية قبل أن تخرج عن السيطرة وتؤثر على تصرفك. قم باستبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر إنتاجية؛ أي واقعية ومتوازنة. كما أن تغيير أفكارك يتطلب مراقبة وتحكما مستمرين، مما سيساعدك على إظهار واكتشاف أفضل صفاتك وقدراتك الكامنة. 4. تحمل الشعور بعدم الراحة: إن القوة الذهنية تتطلب منك أن تصبح أكثر إدراكا لمشاعرك، حتى تتمكن من اتخاذ القرار الصحيح حول كيفيك التفاعل مع الأمور. كما أنها تكمن في تقبل حقيقة مشاعرك من دون السماح لها بالتحكم فيك. والقوة الذهنية تتضمن فهما للحالات التي يجب فيها التصرف على عكس مشاعرك. ومثال ذلك، إن كنت تشعر بقلق يمنعك من تجربة أمور جديدة أو تقبل فرص جديدة، حاول التغلب على هذا الشعور إن كنت تريد الاستمرار في تحدي نفسك. وبدلا من النظر إلى شخص ما متمنيا امتلاك بعض صفاته، حاول التصرف بالطريقة ذاتها، وتطبيق النواحي التي تعجبك في شخصيته سواء أكنت مستعدا لذلك أم لا. 5. فكر في تطوير نفسك يوميا: إن طبيعة عالمنا اليوم لا تتيح المجال والوقت للتفكير الهادئ. لذلك، حاول تخصيص الوقت اللازم لتطوير قواك الذهنية. وفي نهاية كل يوم، اسأل نفسك عن الأمور التي تعلمتها عن أفكارك وعواطفك وتصرفاتك. وضع الأمور التي تطمح لإنجازها ضمن مخطط اليوم المقبل. إن تطوير القوة العقلية مهمة مستمرة، وهناك دائما فرصة لذلك. وقد يبدو ذلك أكثر صعوبة في أوقات معينة من أوقات أخرى. لكنه سيساعدك على تعزيز قدرتك للوصول إلى مفهومك الخاص عن النجاح، في الوقت الذي تعيش فيه وفقا لقيمك الخاصة.