سجلت المحاكم السعودية عام 1434 حتى شهر ربيع الأول من عام 1435 الجاري، دعاوى طلاق بحجة (عدم المعاشرة) بلغت 1371 دعوى معاشرة من الزوجة ضد الزوج، في حين استقبلت في نفس الفترة 283 دعوى عدم معاشرة من الزوج ضد الزوجة، وذلك بحسب بيانات العدل الإحصائية التي حصلت عليها ونشرتها "الاقتصادية" في تقريرها التالي: وفقاً للبيانات فقد تصدرت منطقة مكةالمكرمة في عدد دعاوى عدم المعاشرة ضد الزوج بواقع 439 قضية، ودعاوى مماثلة ضد الزوجة بواقع 66 قضية، فيما احتلت في المرتبة الثانية منطقة الرياض بتسجيلها 355 دعوى معاشرة ضد الزوج، و53 دعوى ضد الزوجة، وجاءت في المرتبة الثالثة المنطقة الشرقية، حيث سجلت 219 دعوى معاشرة ضد الزوج، و60 دعوى ضد الزوجة. وحلت جازان في المرتبة الرابعة في كثرة دعاوى المعاشرة، إذ سجلت في الفترة ذاتها 92 دعوى ضد الزوج، و25 دعوى مماثلة ضد الزوجة، وفي المرتبة الخامسة جاءت القصيم لتسجل لديها 45 حالة ضد الزوج، و14 دعوى ضد الزوجة. ومن المعلوم أن مشاكل ابتعاد الزوج أو الزوجة عن المعاشرة تعد من الأمور ذات الحساسية العالية، يندر أن يتحدث عنها طرفا العلاقة علانية، فغدت قضايا الامتناع عن المعاشرة التي تتسلمها المحاكم لا تعكس بدقة حجم وواقع المشكلة في السعودية. بدوره قال ل "الاقتصادية" الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السدحان عضو هيئة التدريس في الكلية التقنية في الرياض إن مشاكل عدم معاشرة الزوج لزوجته والعكس، تتخللها أسباب نفسية واجتماعية، أو أمراض عضوية، أو كره من أحد الطرفين، وتتكشف جميعها لدى القاضي فيبني حكمه من خلالها، وقال السدحان "أعلم أن المحاكم لديها عشرات القضايا المختصة بالمعاشرة، ويتم حلها عن طريق المستشارين الأسريين لدى المحاكم". وبين السدحان أن رفض المرأة لزوجها كرهاً أو بغضاً قد يكون طبيعياً، قائلاً: ذهبت امرأة ثابت بن قيس إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه بغضها لزوجها، وخشيتها مِن أن تحملها تلك المشاعر على التقصير في حق زوجها أو كفرانه، أو غيرها من المحرمات، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس، ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أتردين عليه حديقته؟" قالت: نعم، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "اقبلِ الحديقة وطلِّقها تطليقة".