لا يتسلح أحمد العمران سوى بجهاز كمبيوتر ووصلة لشبكة الانترنت وأفكاره وهو واحد من عدد قليل من المدونين السعوديين يحاولون الدفع من أجل التغيير وسماع صوتهم في المملكة المحافظة. وتوفر المدونات منبرا نادرا للتعبير في بلد لا يعرف المجالس التشريعية المنتخبة ويحظى فيه رجال الدين بسطوة على الرأي العام أما الصحف فعادة ما تردد ما يقوله المسؤولون وتحظر فيه الاحتجاجات. وقال عمران وهو طالب جامعي يكتب في مدونته (سعودي جينس saudijeans.org) انه يريد أن يكون جزءا من التغير الجاري في البلاد ويرغب في الضغط كي تسرع وتيرة التغيرات. ويطبق العاهل السعودي الملك عبد الله اصلاحات حذرة منذ تولى العرش في 2005 وأقال اثنين من رجال الدين المتشددين من منصبين بارزين في تعديل حكومي في فبراير شباط بينما يدعم الاصلاحيين. وسمحت السعودية مؤخرا لوسائل الاعلام الاجنبية بتوسيع وجودها في المملكة وانضم وزير الاعلام الجديد الى من يستخدمون موقع فيسبوك الاجتماعي على الانترنت لكن المحللين والدبلوماسيين يقولون ان المحافظين يلزمون الحذر ازاء التغيرات. وقال المدون فؤاد الفرحان خلال تجمع نادر للمدونين في جدة أكثر المدن السعودية انفتاحا انهم يدعون من خلال التدوين الى التغيير ويطالبون به ويرعونه. واضاف خلال الاجتماع الذي استهدف تشجيع المدونين على مواصلة نشاطهم برغم العقبات انه للمرة الاولى الان أصبح المدونون كأفراد في المجتمع السعودي يتمتعون بالقوة التي تمكنهم من الدعوة للتغيير. ولم يستأنف فرحان نفسه كتابة مدوناته منذ ألقي القبض عليه في 2007 واحتجز لمدة خمسة أشهر بعد أن نظم حملة نيابة عن تسعة اصلاحيين سجناء. وتم الافراج عنه دون أن توجه أي اتهام اليه. ويقول باحثون سعوديون ان هناك ما يصل الى 10 الاف مدونة في المملكة لكن كثيرا منها حاليا توقف نشاطه أو يحجم عن مناقشة أمور السياسة منذ اعتقال الفرحان. وتتجنب الكثير من المدونات الحديث عن الاسلام وهي مسألة حساسة وتركز أكثر على الحياة اليومية والتحديات التي يواجهها المجتمع. وقال مدون أخر يدعي خالد الناصر ان القبض على الفرحان أظهر أن هناك خطوطا حمراء غير معروفة. وقال المتحدث باسم وزارة الاعلام عبد الرحمن الهزاع ان المدونات لا تخضع للمراقبة بشكل عام. لكن تساور المدونين مخاوف من قانون تم سنه في وقت سابق هذا العام يمكن بمقتضاه محاكمة أي شخص يمس النظام العام أو القيم الدينية حسبما تقول وزارة الاعلام. وقال العمران ان أي شخص يمكن أن يوجه له هذا الاتهامات وأكد أن خوفه الوحيد هو احتمال استخدام الحكومة لهذا القانون كوسيلة للتخويف ضد أشخاص يرغبون في التعبير عن انفسهم بحرية على الانترنت. وكانت لجنة حماية الصحفيين أدرجت السعودية في ابريل نيسان على قائمة أسوأ الدول معاملة للمدونين واستشهدث بعمليات الاحتجاز والمراقبة واغلاق 400 ألف موقع على شبكة الانترنت. لكن عبد الله العلمي المدون الذي يعيش في مدينة الخبر المنفتحة يتوقع أن تتحسن الامور مع الوقت. وقال انه عندما شرع الملك عبد الله في النهوض بالاصلاحات في فبراير شبط فانه بدء ثورة ضد اسلوب التفكير العتيق.