نشرت شبكة "سكاي نيوز عربية" تقريرا أعده بهاء الحجار جاء نصه: مع إعلان فصائل في المعارضة المسلحة النفير العام في حلب، يتخوف المعارضون من تكرار تجربة مدينة القصير في ريف حمص، حين نجحت القوات الحكومية مدعومة من حزب الله اللبناني في استعادة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية. وفي حين تتهم المعارضة الحزب والحرس الثوري الإيراني بقيادة المعركة في حلب على غرار ما حصل في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، تؤكد مصادر مقربة من الحزب أن جغرافية المنطقة لا تساعده في خوض هذه المعركة بالزخم نفسه. ويقول صحفي مقرب من الحزب اللبناني لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الحزب خطط وقاد المعركة في ريف حمص ونجح في دحر المعارضة بسبب طبيعة المنطقة التي تمثل امتدادا ديمغرافيا لمناصريه المنتشرين في القرى اللبنانية بالهرمل. أما في حلب، فشكل المعركة وأهدافها تختلف بالنسبة للحزب الذي أعلن أمينه العام، حسن نصرالله، استعداده للذهاب بنفسه للقتال إلى جانب القوات الحكومية، على حد قول المصدر نفسه، الذي يشدد أيضا على أن دور الحزب يقتصر على دعم الجيش. وعلى عكس ريف القصير، يشير الصحفي الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن مقاتلي الحزب يكتفون بتقديم المساعدة الميدانية للجيش والقوات الحكومية في معركة استعادة السيطرة على ريف ثاني أكبر مدينة في سوريا تمهيدا لمعركة "استعادة سوريا". كما أن للحزب في هذه المعركة أهداف أخرى، تتمثل حسب المصدر بفك الحصار الذي تفرضه بعض فصائل المعارضة منذ أكثر من عام ونصف عن بلدتي "نبل" و"الزهراء" حيث يقطن قرابة 70 ألف سوري ينتمون إلى المذهب الشيعي. في المقابل، يتهم الناطق باسم "المركز الإعلامي السوري" المعارض الحرس الثوري الإيراني بقيادة المعارك في حلب "تخطيطا وقتالا"، مشيرا في هذا الصدد إلى نجاح الجيش السوري الحر خلال الأيام الماضية باعتقال 15 إيرانيا خلال إحدى المعارك بالمحافظة. ويؤكد في حديثه ل"سكاي نيوز عربية" أن حزب الله بدوره يشارك "بضراوة" في القتال، الأمر الذي مكن القوات الحكومية من إحراز تقدم نوعي في المحافظة والمدينة على حد سواء، وذلك من خلال اعتماد "سياسة الأرض المحروقة". فتلك القوات المدعومة من المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين تعمد إلى قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة عبر راجمات الصواريخ والطيران الحربي وصواريخ "أرض-أرض"، قبل أن تقدم القوات البرية مدعومة بالدبابات، حسب ما يقول "المركز الإعلامي". وبعد نجاح القوات الحكومية في استعادة عدة مناطق استراتيجية لاسيما بلدة السفيرة الواقعة جنوب شرقي حلب، يؤكد الناطق باسم المركز أن فصائل المعارضة لا تخفي خشيتها من أن تتمكن تلك القوات من حسم المعركة لتعزيز قوتها في الشمال وقطع خط الامداد من تركيا. وفي هذا السياق، يشير إلى أن المعارك تتركز في الوقت الراهن في منطقة الباب و"اللواء 80" قرب مطار النيرب العسكري التي تعد البوابة الغربية لحلب، وذلك في مسعى من قبل الحرس الثوري إلى اقتحام المدينة التي يقتسمها طرفا النزاع منذ أكثر من عام. ولا يخفي "المركز الإعلامي السوري" تشاؤمه من تداعيات الاقتتال الذي شهده ريف حلب في الفترة الأخيرة بين بعض فصائل المعارضة على مسار هذه المعركة، فهو يعتبر أن تصادم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" مع لواء عاصفة الشمال شجع الحكومة على شن معركة استعادة حلب.