قال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، اقترح عليه قبل تنحيه عن حكم مصر بأشهر توطين أهالي قطاع غزة في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق مصر) لكنه رفض. جاءت تصريحات مبارك في تسجيل صوتي نشرته صحيفة "اليوم السابع″ المصرية في عددها الأحد واعتبرته "أخطر" تسجيل صوتي لمبارك منذ تنحيه في فبراير/ شباط 2011 كشف خلالها بعض ما وصفته الصحيفة بأسرار ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت به وأعطى رأيه في الأحداث الأخيرة على الساحة المصرية عقب قيام قيادة الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي. وقال مبارك في التسجيل الذي تصل مدته ل3 ساعات – بحسب الصحيفة – وهو عبارة عن أحاديث عفوية مع أطبائه وبعض ضباط حراسة غرفته داخل مستشفى سجن طرة (جنوب) قبل إخلاء سبيله الشهر الماضي ووضعه قيد الإقامة الجبرية بمستشفى المعادي العسكري: "نتنياهو عرض عليّ قبل ما أمشي (أغادر الحكم) بستة أشهر توطين بتوع (أهالي) غزة في سيناء..قلت له انسى الموضوع، ولا أنا ولا أتخن (أقوى) مني يقدر يقرب من حدود مصر". واتهم الرئيس الأسبق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقتل الجنود المصريين على الحدود في رفح في أغسطس/ آب من العام الماضي، قائلا إن "مرسي (الرئيس المعزول) مستحيل ينطق بكلمة أو يحقق في الموضوع لأنهم همَّ اللي هربوه وقت الثورة"، في إشارة إلى الاتهامات الموجهة لمرسي الآن والمحتجز في مكان غير معلوم منذ عزله بالتخابر مع حماس خلال أحداث الثورة للقيام بأعمال عدائية والهجوم على منشآت الشرطة والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية ولتمكينه من الهرب من السجن الذي كان معتقلا به وقتها. ورأى مبارك أن سيناء "باظت" (انتشرت الفوضى والعنف بها) بعد قرار مرسي بالإفراج عن "الإرهابيين" (الجهاديين)، مقللا من أهمية رؤساء القبائل في سيناء ، قائلا " الناس الكبيرة دي ديكور ، والشباب هم اللي ممشينهم (الذين يقودوهم)". واعتبر مبارك أن ثورة 25 يناير بدأت عام 2005 على يد واشنطن، وأنها قررت عام 2010 تنحيته عن السلطة بأي ثمن، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة هي من اختلقت فكرة توريث ابنه جمال السلطة، مضيفاً أنه "بسببها إبنى اتهرى شتيمة (انهالت عليه الشتائم)"، في إشارة إلى معارضة الكثيرين خلال حكم مبارك لما أشيع وقتها عن نيته توريث الحكم لنجله. أما عن الأحداث الأخيرة في مصر، فقال مبارك خلال التسجيل الذي كان يتحدث فيه بصراحة "إنه كان يعتقد أن الفريق عبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع) من الإخوان قبل أن يثبت أنه غير ذلك تماماً"، إلا أنه اكتشف أنه "عُقر" (داهية). كما أوضح أن الرئيس القادم لمصر يجب أن يكون من الجيش، وأن الفريق (نائب رئيس أركان الجيش السابق) سامي عنان لا ينفع للمرحلة، أو أي من مرشحي الرئاسة السابقين. واتهم مبارك أنصار جماعة الإخوان الذين اعتصموا بميدان رابعة العدوية (شرق) احتجاجا على عزل مرسي ب"تلقي أموال مقابل ذلك"، معتبرا أنهم تعرضوا ل"غسيل مخ". ومر أمس السبت شهر على فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة يوم 14 أغسطس / آب الماضي؛ بالقوة وهو ما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. وعن مظاهرات أنصار مرسي المستمرة حتى الآن، قال مبارك إن مظاهرات الإخوان ستهدأ إذا تم القبض عليهم مجدداً. وألقت قوات الأمن المصرية القبض على المئات من أعضاء جماعة الإخوان وأنصارها في الأسابيع الأخيرة بتهم تتعلق ب"التحريض على العنف والقتل والاعتداء على المنشآت العامة"، وهو ما تنفيه الجماعة، متهمة السطات التي تدير البلاد حاليا ب"شن حملة اعتقالات سياسية" ضد أعضائها، و"تتعمد قتل" عناصرها في الاحتجاجات. ورأى مبارك أن "حبيب العادلي (وزير الداخلية الأسبق المحبوس حاليا على ذمة قضية قتل المتظاهرين والذي اشتهر بأساليبه القمعية) كان بيلم (يعتقل) 2000 واحد والدنيا تهدى.. ولو العادلي طلع 3 أيام هيلم الدنيا (ستهدأ الأوضاع)". وقررت محكمة مصرية أمس السبت تأجيل محاكمة مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي في قضايا قتل متظاهري ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.(الأناضول)