قالت بريطانيا يوم الأربعاء إنها سترفع تقارير عن شن قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد هجوما بأسلحة كيميائية إلى مجلس الأمن وطالبت دمشق بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى مكان الهجوم. قال معارضون سوريون إن حصيلة قتلى الهجوم الكيميائي على ريف دمشق، والذي نفت السلطات السورية حصوله، قد ارتفعت إلى 755 قتيلا، بينما تحدثت تقارير عن 1200 ضحية غالبيتهم من الأطفال والنساء. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير بمقتل المئات من الأشخاص وبينهم أطفال في غارات جوية وهجوم بأسلحة كيميائية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق." وفي القاهرة، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية دعا يوم الأربعاء مفتشي الأممالمتحدة إلى التحقيق على الفور في تقارير بهجوم بأسلحة كيميائية قرب العاصمة السورية دمشق والذي قال نشطاء إنه أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل. وقالت الوكالة "استغرب الأمين العام نبيل العربي في بيان له اليوم الأربعاء وقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق والمكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية. وطالب العربي فريق المفتشين بالتوجه فورا إلى الغوطة الشرقية للاطلاع على حقيقة الأوضاع والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التي تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الانساني. ووصف العربي الحادث ب "الجريمة المروعة التي أودت فجر اليوم بحياة المئات من المدنيين السوريين الأبرياء جراء استخدام الغازات السامة وعمليات القصف الوحشي" على الغوطة، مستغربا وقوع الهجوم "أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين،" داعيا الفريق إلى "التوجه فوراً للاطلاع على حقيقة الأوضاع. وأكد العربي أن مرتكبي هذه العملية يجب أن يحوّلوا إلى العدالة الجنائية الدولية، وناشد الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، وفي مقدمها أجهزة الأممالمتحدة المعنية بهذا الشأن، "التدخل فوراً من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين والاطلاع على حقيقة الأوضاع في المناطق المتضررة." موقف كبير المفتشين وفي ستوكهولم، قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيميائية يوم الأربعاء إنه يجب التحقيق في أنباء وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص قرب دمشق. ونقلت وكالة الأنباء السويدية عن العالم السويدي أكي سيلستروم إنه لم ير سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى المذكور يثير الريبة. وقال للوكالة في اتصال تلفوني مع (رويترز) من دمشق "يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه... سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأممالمتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة. نحن في الموقع." وكان شهود عيان ومسؤولون في المعارضة السورية، قالوا إن عدة انفجارات وقعت في ريف دمشق صباح الأربعاء، وتحديدا في مناطق تتمركز فيها قوات المعارضة، مضيفين أن الجيش النظامي استخدم السلاح الكيميائي، ما أسفر عن "مئات الإصابات." وعرض ناشطون تسجيلات فيديو تظهر فيها جثث هامدة دون وجود آثار جراح عليها، كما يبدو فيها عدد من الأشخاص الذين يعانون عوارض الاختناق. وبحسب الناشطين، فقد سقطت القذائف في الريف الغربي لدمشق، حيث تحاول السلطات السورية منذ سنة استرداد المنطقة من المقاتلين المعارضين خشية استخدامها للزحف منها نحو دمشق.