حسم شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي موقف الأزهر من تأثير أنفلونزا الخنازير على موسمي الحج والعمرة. وقال شيخ الأزهر أمس في ختام جلسة مجمع البحوث الإسلامية إن نقابة الأطباء رأت أنه ليس هناك ضرورة علمية لتأجيل العمرة أو إلغاء الحج وهي هنا النقابة أهل الاختصاص. جدد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، دعوته إلى ضرورة الاجتهاد الجماعى بين كل المجامع الفقهية المعترف بها على مستوى العالم الإسلامى للخروج بفتوى موحدة توضح موقف الشريعة الإسلامية حول مدى جواز تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار فيروس «أنفلونزا الخنازير». وقال جمعة فى تعليقه على إصابة أحد المصريين ب«أنفلونزا الخنازير» عقب العودة من أداء العمرة: إن الفتوى بتأجيل «الحج والعمرة» لا ينبغى أن تصدر بصورة فردية، إنما بصورة جماعية بحضور فقهاء الأمة الإسلامية، والتنسيق مع المجامع الفقهية المعتمدة، مؤكدًا أن التأجيل فى حالة انتشار فيروس (H1N1) بصورة كبيرة له جانب فنى تحدده الجهات المعنية مثل وزارات الصحة والبيئة والزراعة ثم تأتى بعد ذلك، وبناء على تقرير هذه الوزارات، اجتهادات علماء الأمة الإسلامية لتحديد موقف موحد من هذا الخطر، مؤكدًا أن حفظ حياة الإنسان ووقايته من الأمراض من مقاصد الشريعة الإسلامية. كما اتفق مع المفتى فى الرأى الدكتور محمد الشحات الجندى، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عضو مجمع البحوث الإسلامية الذى أكد على ضرورة أن تصدر الفتوى بتأجيل الحج والعمرة بصورة جماعية من المجامع الفقهية الإسلامية وليست بصورة فردية، مشيرًا إلى أنه لو أفتى العلماء بجواز تأجيل الحج هذا العام فسيقتصر أداؤه حينئذ على الشعب السعودى فقط. وصرح الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا ل«المصرى اليوم» بأنه أعد بحثًا جديدًا تحت عنوان «أخلاقيات التعامل مع الأوبئة فى ضوء الضوابط الإسلامية» أكد فيه على ضرورة تأكيد المنظمات الطبية الإعلامية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية أن فيروس (H1N1) المعروف باسم «أنفلونزا الخنازير» قد انتشر بصورة تهدد أى تجمع من التجمعات البشرية، حتى تتمكن المجامع الفقهية الإسلامية من إصدار فتاواها بجواز تأجيل أداء الحج والعمرة بناء على هذه التقارير. وأشار عثمان إلى أن شرط أداء الحج والعمرة أن يأمن الإنسان على حياته موضحًا أنه استند فى بحثه على عدة أسس هى: أن نصوص الشريعة الإسلامية تنهى الإنسان عن الإضرار بنفسه أو إيقاعها فى الهلاك، وأن الحج والعمرة ليسا مطلوبين على الفور، وإنما على التراخى، كما أن المولى عز وجل رفع المشقة من تكاليفه فكان التيسير فى الأحكام على الأسس التى يرتكز عليها التشريع الإسلامى لقول الله تعالى «وما جعل عليكم فى الدين من حرج» وقوله سبحانه «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر». وأكدت نقابة أطباء مصر أنه لا ضرورة علمية أو صحية لإلغاء رحلات الحج والعمرة هذا العام بسبب فيروس إنفلونزا الخنازير.. موضحة أن الفيروس المسبب لمرض (إتش 1 إن1) هو من نوع الإنفلونزا الموسمية نفسها بل أخف منها ضرراً. وقالت النقابة المصرية في بيان لها نُشر بالقاهرة أمس إن الأطباء المتخصصين في علم الميكروبيولوجيا الإكلينيكية الذين استطلعت آراؤهم أجمعوا على أن الاتجاه إلى إلغاء الحج والعمرة للمصريين هذا العام يعد إجراءً علمياً غير صحيح.. مستشهدة بأن معظم المصابين المصريين الوافدين لمصر تماثلوا للشفاء ولم تحدث حالة وفاة واحدة من الحالات المصابة.