كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم، على موقعها الإلكتروني، نقلا عن كبار مستشاري مرسي ما جرى في الساعات الأخيرة لحكمه كأول رئيس منتخب لمصر، أنه نه تلقى اتصالا من وزير خارجية دولة عربية ليبلغه بالعرض النهائي لإنهاء الأزمة مع كبار الجنرالات في البلاد . وقال وزير الخارجية إنه كان يتصرف كمبعوث من واشنطن، كما قال المستشارون، وسأل (الوزير) إذا كان السيد مرسي سيقبل تعيين رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة من شأنها أن تتولى جميع السلطات التشريعية واستبدال المحافظين الذين اختارهم الرئيس. وأفاد المساعدون أنهم كانوا يعرفون مسبقا جواب الرئيس مرسي، حيث كان رده بالرفض على اقتراح مماثل من قبل، مشيرا إلى عنقه. وأبلغ الرئيس مساعديه، ما كرره مرارا، من أنه يقبل أن يموت ولا أن يعترف بانقلاب الأمر الواقع، الذي يعد بمثابة الضربة القاضية للديمقراطية المصرية. بعدها، يقول التقرير إن كبير مستشاريه للسياسة الخارجية، عصام الحداد، غادر الغرفة للاتصال بسفيرة الولاياتالمتحدة، آن باترسون، لإبلاغها أن السيد مرسي رفض. وأضاف الحداد، كما نقلت عنه الصحيفة، أنه عندما عاد تحدث إلى سوزان رايس، مستشار الأمن القومي، كان الانقلاب العسكري على وشك أن يبدأ. "أخبرتنا الأم بأننا سوف ننهي اللعب في ساعة واحدة،" وهو تعبير مصري شائع يشير إلى الراعي الغربي في مصر: "الأم أمريكا". ويقول التقرير إنها كانت نهاية مفاجئة لسلطة مصر المنتخبة لأول مرة، تتويجا لشهور من تصاعد التوترات والجهود الأميركية غير المجدية للتوصل إلى حل من شأنه أن يبقي السيد مرسي في مكتبه اسميا فقط من دون أي سلطة فعلية. وقال التقرير إن تحالفا جديدا من الناشطين الشباب ورجال مبارك كان يقود الاحتجاجات في الشوارع. في النهاية، كما قال كبار المسؤولين من الإخوان، أنهى رفض مرسي للعرض الأخير (رئيس شرفي) حكمه ورئاسته. وقال مستشارو الرئيس مرسي إنه لم يعتقد أن الجنرالات قد ينقلبوا عليه طالما أنه يحترم استقلاليتهم. فقد كان مرسي مبعوث الإخوان المسلمين لإجراء محادثات الجماعة مع المجلس العسكري الحاكم بعد الإطاحة بالرئيس مبارك، وكان محاوره من الطرف الآخر، ممثلا للمجلس، اللواء عبد الفتاح السيسي. وقال مسؤول إخواني رفيع مقرب من الرئيس مرسي إنه "كان يثق به". وكشف مقربان من مرسي أنه فاجأ مستشاريه عندما عين السيسي في الصيف الماضي وزيرا للدفاع كجزء من الصفقة التي أقنعت الجيش للمرة الأولى بالسماح للرئيس بتولي السيطرة الكاملة على حكومته، كما يقول التقرير. ولكن خلال الاحتجاجات المناهضة لهيمنة الإخوان على السلطة، كما أورد التقرير، بعث السيسي بإشارة إلى أن رحيله عن السياسة قد لا يدوم. دون استشارة الرئيس مرسي، دعا وزير الدفاع علنا جميع الأحزاب السياسية في البلاد إلى اجتماع في محاولة للتوصل إلى حل وسط بشأن تشكيل حكومة ائتلافية، لكن مرسي تدارك الأمر وألغى الفكرة، كما قال مستشاره. ونقل التقرير عن مستشاريه أن مرسي كثيرا ما ضغط على اللواء السيسي لوقف تصريحات التهديد أو التحقير تجاه الرئيس لوسائل الإعلام الصادرة من مسؤولين عسكريين مجهولين. وكشف مستشاروه أن مرسي كان يؤكد لمساعديه أنه لا يزال واثقا تماما في أن الجنرال السيسي لن يتدخل. لكن السيد مرسي، في واقع الأمر، كان آخر واحد في الدائرة الداخلية يعلم بأن السيسي عزله. وقال التقرير إن مسؤولي الولاياتالمتحدة حثوا مرارا السيد مرسي للتوصل إلى حل وسط مع المعارضة وضمها إلى الحكومة. وقال مستشارو السيد مرسي في ديسمبر الماضي، اجتمع الرئيس أوباما مع عصام الحداد، مستشار مرسي للسياسة الخارجية، في المكتب البيضاوي لتسليمه رسالة. عرض فيها أوباما إقناع قادة المعارضة، إما محمد البرادعي، الدبلوماسي السابق للأمم المتحدة، أو عمرو موسى، وهو وزير خارجية سابق في عهد مبارك بالمشاركة في الحكومة، لكن السيد مرسي رفض تعيين أحد هذين الشخصين (لعدم ثقته بهما ورفض التحالف الإسلامي لهما)