قالت صحيفة فورين بوليسي الروسية اليوم ان قطر تتهيأ لقدوم ادارة جديدة، بعد صدور تقارير تتحدث عن تحضير أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني( 61 عاما) لنقل قيادة البلاد مع تنحي رئيس الوزراء وتولية الابن الرابع ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زمام الحكم. واوضحت الصحيفة ان ولي العهد يبلغ من العمر 33 عاما، وتعلم في مدرسة داخلية في بريطانيا قبل تخرجه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية في عام 1998، واللافت ان اسمه حل محل شقيقه الأكبر الشيخ جاسم عند اعلان ولاية العهد في العام 2003. وتولى الشيخ تميم عدة مناصب في الدولة، وعبر موقعه الشخصي على الانترنت توجد لائحة من المواقع التي شغلها مثل رئيس اللجنة الأوليمبية الأهلية القطرية، ورئيس مجلس أمناء جامعة قطر، ورئيس المجلس الأعلى للتعليم، ونائب القائد العام الأعلى للقوات المسلحة. وبحلول ايار/ مايو 2005، لاحظ الدبلوماسيون الأميركيون في قطر أن الشيخ تميم استثمر على نحو متزايد في الرقابة والسلطةفي مجال الأمن الداخلي، وفقا لوثائق سرية نشرتها ويكيليكس، حيث ترسم تلك الوثائق صورة للشيخ تميم كمفاوض تصالحي، حريص على زيادة التعاون في مكافحة الارهاب، بما في ذلك تسليم مواطنين أميركيين على الرغم من عدم وجود معاهدة لتسليم المطلوبين بين البلدين، والمساعدة في التحقيق في انفجار سيارة مفخخة في الدوحة عام 2005). ومع ظهور الصحوة السنية في العراق عام 2006، عرض الشيخ تميم شبكة العلاقات القطرية مع زعماء العشائر السنية، وأخبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش "أنه لا يزال بامكانهم المساعدة". واوضحت الصحيفة ان الشيخ تميم شارك في العديد من المبادرات الدبلوماسية الاقليمية لقطر، بما في ذلك محادثات في دارفور ولبنان واليمن، وترأس شخصيا وفدا لاصلاح علاقات بلاده الدبلوماسية المتوترة مع السعودية في العام 2010. ومن ناحية اخرى، قيل ان الشيخ تميم مارس تأثيره على المسؤولين الفرنسيين للسيطرة على التصويت لصالح الحق في استضافة كأس العالم 2022 حيث فازت بها قطر بالفعل. وفي العام 2008، وصف الشيخ تميم بشار الأسد بأنه "شخص جيد"، واشار وقتها الى أن الاستثمار القطري يمكن أن ينتشل سوريا من النفوذ الايراني، واليوم تعتبر قطر واحدة من أكبر الجهات التي تسلح المعارضة السورية لاسقاط الأسد. وبحسب تقارير نشرتها وكالة "رويترز" وصحيفة "تلغراف" رأى محللون أن تقاربا في العلاقات بين الشيخ تميم وجماعة الاخوان المسلمين قد يدفع السياسة القطرية في اتجاه أكثر تحفظا، الأمر الذي قد يسبب توترا في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، فمنذ بداية الربيع العربي، عززت قطر علاقاتها مع مصر وتونس، حيث اجتاحت الأحزاب الاسلامية المشهد السياسي حتى وصلت الى السلطة. هذا واكد الشيخ تميم على المصالح المشتركة مع اميركا، وذلك في محادثات خاصة اجراها مع دبلوماسيين اميركيين، واعرب عن رغبته في حل الدولتين للصراع بين اسرائيل وفلسطين، كما انه شدد على اهمية قطر في لعب دور الوسيط بين اميركا وايران، محذرا في الوقت نفسه من طموحات ايران النووية.