في محاضرته في منتدى العميرة الثقافي في رجال ألمع تناول الدكتور عبدالله البريدي ست ( خطايا ثقافية ) وذكر أن مجتمعاتنا مصابة بخطايا ثقافية عدة منها ( ضمور التفكير الاستبصاري ) وقد أشار إلى أن ذلك الضمور : يهلك قدرة المجتمع على تحديد الأبعاد الحرجة في التشخيص الثقافي والحضاري والهندسة الاجتماعية مما يورطه في تحديد كم هائل من المشكلات الجزئية، التي يمكن إرجاعها إلى قضايا إشكالية كبرى أو أمراض اجتماعية خطيرة، إن نحن أفلحنا في حلها فسيمهد ذلك لنا سبيلاً لحل كثير من المشكلات الجزئية والأمراض الصغيرة»، ضارباً مثالين على ذلك، ب «أننا نكاد لا نقر بوجود إشكالية التزكية الوقحة لذواتنا، أو إشكالية التزكية الوقحة لذواتنا أو إشكالية وقوع النفاق الاجتماعي الكذب . وناقش البريدي خطيئة ثقافية أخرى وهي ( ضعف تبصر الثقافة بنفسها ) مؤكدا أن ذلك يضعف فعالية الثقافة في تحقيق الأهداف العليا للمجتمع، ويترتب على ذلك إشكاليات خطيرة منها، انعدام التراكمية وهزال التشخيص، والاتكالية في علاج المشكل الثقافي، وعدم التجدد في وظائف الثقافة وأدوارها. وقد قام البريدي بتحليل عنوان المحاضرة ( خطايا ثقافية ) وذكر بأن ل : «الخطايا معاني تلائم الأفكار المحورية التي ناقشها»، وربما سعى إلى توريط الحضور معه في «إنضاجها ودفع بعض تكاليفها»، بحسب حديثه. وأردف قائلا : «الخطايا، وهي جمع خطيئة، ذات دلالات متعددة في إرثنا الديني واللغوي والاجتماعي، والخطايا، في شكل عام، مثقلة بحمولات سلبية كثيفة، فمنها أنها تشير إلى سيئات كبار يقترفها صغار القوم وكبارهم، كما أنها تحمل معنى الخطأ العمد، وفيها بذور مخالطة الخطأ وعقد تحالف أبدي أو شبه أبدي معه؛ في سياق تجهد فيه الخطايا لأن تخفي معالم الخطأ وتتنكر لوجوده أو حدوثه أو صناعته، غير أنه أكد أن «ثمة حمولة إيجابية للخطايا تدفعنا إلى التعاطي معها وفق منظور أكثر تفاؤلاً، ذلك أننا لا نكاد نطيق ذكر الخطيئة وتدنيسها إلا وهي مقترنة بالتكفير وتطهيره، ما يفتح آفاق الأمل بخلاص الذات من مكبلاتها ومخفضات فعاليتها». وقد تناول البريدي مفردة الثقافة بالقول «الثقافة تمنح الإنسان أوراقاً بيضاء ليدوّن عليها ما يشاء، فالثقافة لا تخلق نفسها بنفسها، إنما هو الإنسان الذي يوجدها وفق منظومته العقدية والفلسفية والقيمية وطرائق تفكيره، مستدركاً: «غير أن الثقافة ليست مجرد مخزن للأوراق التي يراكمها الإنسان في أدراجه وزواياه، ولكنها كائن يتشبث بأسباب الحياة كلها. بعدها توصل البريدي إلى أن ال «خطايا» تصبح ثقافية حين تلتصق بالثقافة أو تلصق بها أو تنبع منها أو تسوق من خلال مفرداتها أو تمرر عبر وظائفها، والمسؤولية مشتركة بيننا وبين ثقافتنا في صناعة الخطايا الثقافية وتجذيرها والتسويق لها. وفي خضم محاضرته فاجأ البريدي الحضور بالقول أن «مرض النفاق الاجتماعي يكلفنا الكثير، ففي المجتمع السعودي نتكلف قرابة المليار ريال سنوياً على بعض مظاهر النفاق الاجتماعي»، إلا أنه لم يفصح عن طريقة احتسابه لهذا الرقم الكبير ملمحا إلى أنه قد يفصح عن ذلك لاحقا . وتناول البريدي عدة خطايا ثقافية وهي عدم الكشف عن الحقائق بالأقدمية والتسالمح معها وتجاهل الحتميات المطلقة والأمية المنهجية واغتيال الإبداعية هذا وقد حظيت المحاضرة بمداخلات عديدة من بعض المثقفين والاكاديميين منهم د : عبدالرحمن الجرعي و د : عبداللطيف الحفظي والأستاذ حسين يعقوب وأدارها الأستاذ أحمد آل مربع .