أجاز عدد علماء الأزهر تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام استجابة لتحذيرات منظمة الصحة العالمية من تزايد أعداد المصابين بمرضيّ أنفلونزا "الخنازير" و"الطيور"، مستندين إلى القاعدة الفقهية التي تنص على أن "درء الضرر مقدم على جلب المنفعة". وأكد الشيخ عبد الله مجاور، الأمين السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ل، جواز تأجيل الحج هذا العام اتقاءً لشر وباء أنفلونزا الخنازير الذي وصفه ب "طاعون" العصر، مدللاً على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الطاعون رجسٌ أرسل على طائفة من بني إسرائيل، وعلى من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارًا منه. وأشار مجاور إلى وجود حجاج يأتون من الدول الغربية التي نشأ وانتشر داخلها وباء "أنفلونزا الخنازير"، محذرًا من إمكانية نقله لسائر بلاد المسلمين من خلال الحجيج. وفي نفس السياق، أكد الدكتور أحمد عبد الرحمن، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن تأجيل هذه الفريضة للعام القادم جائز شرعًا، طالما أن الوباء ينتشر بهذا الشكل، وذلك انطلاقًا من قاعدة درء الضرر مقدم على جلب المنفعة، مطالبًا بترشيد أداء فريضة الحج بصفة عامة، لأن البعض يؤدونها كل عام. أما الدكتور آمنة نصير، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية الدراسات العربية والإسلامية سابقا، فدعت إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي ووقاية الحجاج، وتقليل أعداد الحجيج، مضيفًة: إذا كان ذلك لا يمنع المرض، فإنه من الجائز شرعًا تأجيل الفريضة للعام القادم لحين القضاء على هذه الوباء. يُذكر أن محمد فريد خميس، رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى، قد طالب بإصدار فتوى مدى جواز أداء فريضة الحج في ظل مخاوف من تزايد الحالات المصابة بمرض أنفلونزا الخنازير بين المصريين بالموسم القادم.