قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أمر يستحيل تنفيذه. في حين دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لفرض وقف لإطلاق النار بواسطة قوة لحفظ السلام، قائلا إن ذلك هو الطريق الوحيد المتاح لإنهاء أزمة سوريا. وقال لافروف إن تنحي الأسد لم يكن جزءا من أي اتفاق دولي سابق لحل الأزمة في سوريا ولم يرد حتى في اتفاق جنيف. وأقر وزير الخارجية الروسي بأن خطاب الرئيس السوري في السادس من يناير/كانون الثاني الحالي، الذي قدم خلاله خطة للخروج من الأزمة تتضمن حوارا تحت إشراف الحكومة السورية، غير كاف للبدء في حوار. لكنه دعا المعارضة السورية لاقتراح أفكارها الخاصة للحوار مع الحكومة مقابل المبادرة التي قدمها الأسد. وقال إن الأسد طرح مبادرات تهدف إلى دعوة جميع المعارضين للحوار، "وقد تبدو هذه المبادرات غير بعيدة المدى، وقد يراها أحد غير جدية، لكنها مقترحات فعلية. ولو كنت في موضع المعارضة السورية لقدمت أفكاري حول إطلاق الحوار". قوات سلام من ناحية أخرى قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الطريق الوحيد المتاح لإنهاء أزمة سوريا هو فرض وقف لإطلاق النار بواسطة قوة لحفظ السلام تتشكل تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وأضاف العربي في كلمة في اجتماع استثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية بالقاهرة إن "إنهاء القتال يتيح البدء في عملية انتقال سياسي في سوريا". وقال العربي إنه تشاور خلال اليومين الماضيين بشأن إصدار قرار يتفق مع الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة مع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون والمبعوث الدولي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي. وكانت قطر قد جددت السبت دعوتها لإرسال قوة عربية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا إذا فشلت جهود الإبراهيمي. ويعقد مجلس وزراء الخارجية العرب اجتماعا استثنائيا بدعوة من لبنان لبحث عدد من القضايا تتصدرها مشكلة اللاجئين السوريين. وقد كلف المجلس الأمانة العامة للجامعة بإيفاد بعثة إلى لبنان والأردن والعراق للوقوف على أوضاع اللاجئين السوريين واحتياجاتهم, والتنسيق مع الجهات المعنية لتقرير حجم المساعدات المطلوبة، وعرضها على مؤتمر دولي للمانحين يعقد في الكويت نهاية الشهر الحالي. وتوقع العربي استمرار تدفق اللاجئين من سوريا إلى الدول المجاورة نظرا لعدم وجود حل للأزمة السورية، وطالب بتقديم مساعدات مالية عربية للدول التي نزح إليها اللاجئون. وفي سياق متصل أعلنت الداخلية الأردنية في بيان الأحد أنها مددت الفترة الممنوحة للوافدين السوريين إلى المملكة شهرا إضافيا للتقدم بطلب للحصول على بطاقة الخدمات التي تكون بمثابة إثبات شخصية تسهل عليهم عملية التنقل والإقامة داخل المملكة. وأوضحت الوزارة أن "البطاقة ستساعد الوافدين السوريين وذويهم على إنجاز وإتمام المعاملات الرسمية وغير الرسمية وتوفير أفضل الخدمات لهم بأقصر وأسهل الطرق". انتقاد للإبراهيمي من ناحية أخرى جدد الإعلام السوري توجيه انتقاد شديد إلى المبعوث الأممي والعربي واصفا إياه بأنه "وسيط مزيف"، وذلك بعدما هاجمه الجمعة على خلفية انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد حل الأزمة المستمرة منذ 21 شهرا. ووصف الإبراهيمي الأربعاء طرح الأسد بأنه "أكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة" داعيا إياه إلى "أن يؤدي دورا قياديا في التجاوب مع تطلعات شعبه بدلا من مقاومتها". وتحت عنوان "الوسيط المزيف" كتبت صحيفة الوطن القريبة من النظام الحاكم "من الواضح أن الإبراهيمي بات خارج الحل السوري وأنه طرف وليس وسيطا وهو في جميع الأحوال غير قادر على إيجاد حل للأزمة" السورية. ونقلت الصحيفة عن "مصادر موثوق بها" أن "الإبراهيمي أكد أمام الرئيس بشار الأسد في اللقاء الأخير أن تركيا وقطر لن تتوقفا عن دعم المجموعات الإرهابية، وأنه غير قادر على لجمهما حتى من خلال مجلس الأمن، مما يعني عمليا أن مهمة الإبراهيمي لا جدوى منها". واعتبرت صحيفة الثورة الحكومية بافتتاحيتها تحت عنوان "الإبراهيمي في المصيدة" أن المبعوث المشترك يستطيع أن يقدم ما يشاء من اعتذارات وتوضيحات "لكن لن يكون بمقدوره أن يستعيد ما أضاعه في أرذل العمر حين ارتضى أن يكون جزءا رخيصا من أدوات الاستهداف المتفشية في الوضع العربي هذه الأيام". وكانت دمشق اعتبرت الخميس أن تصريحات الإبراهيمي -التي انتقد فيها الحل المقدم من الرئيس الأسد- تظهر انحيازه "بشكل سافر" إلا أنها أكدت استمرار التعاون مع الموفد الدولي لإنجاح مهمته "في إطار مفهومها للحل السياسي للأزمة".