أبدى ملك الأردن عبد الله الثاني "قلقه" من المحور المصري التركي القطري الذي قال إنه بدأ يتشكل بعد الربيع العربي، وتحدث عن تقاطع المخاوف الأردنية مع السعودية من هذا المحور، وفق ما تسرب من لقاءات جمعته بشخصيات أردنية. وكشف سياسيون وإعلاميون حضروا اللقاءات التي جمعت الملك بشخصيات قومية ويسارية في منزل أحد مستشاريه السابقين ووزير أسبق خلال الأيام القليلة الماضية، عن قلق أردني من هذا المحور الذي يتحالف مع جماعات الإخوان المسلمين الصاعدة في العالم العربي. ووفقا للمصادر ذاتها، وصف الملك الموقف التركي ب"الطائفي"، واعتبر أن تركيا لا تدافع عن حرية الشعب السوري بقدر ما تعادي النظام السوري طائفيا، فيما عبر عن قلقه من "التدخل القطري" في سوريا التي قال إن الأردن يخشى أن تنضم سوريا للمحور الجديد. ووفقا لموقع الجزيرة القطرية أبدى خشيته من قيام نظام إسلامي بسوريا، وتحدث عن قلق سعودي من مستوى التدخل القطري فيها. وكشف الملك خلال بعض تلك اللقاءات عن رفض الأردن التدخل في سوريا. كما تحدث عن رفض الأردن نقل مساعدات عسكرية للمعارضة السورية، وقال إن النظام في سوريا منهار ماليا واقتصاديا "لكنه قادر على الصمود عسكريا مدة عامين قادمين"، متحدثا في الأثناء عن محور عربي جديد يتشكل أساسا من الأردن والسعودية والإمارات. وشهد اللقاء الأخير الذي جمعه أول أمس بشخصيات يسارية محسوبة على ما يسمى "الحركة الوطنية الأردنية"، هجوم الملك على مصر التي حملها مسؤولية كبيرة في أزمة بلاده الاقتصادية جراء انقطاع أو تراجع الغاز المصري. وقال خالد الكلالدة رئيس حركة اليسار الاجتماعي الذي حضر لقاء الملك الأول السبت الماضي إن قلق الملك من المحور التركي القطري المصري مرده تجاهل الأردن من جهة، والسعي لضم سوريا إليه. وأضاف "الملك أبدى هذا القلق لكنه لم يتحدث إطلاقا عن معاداته لسوريا المستقبل في حال حكمها الإسلاميون". الداخل والإخوان داخليا، دافع ملك الأردن عن قرارات رفع الأسعار الأخيرة التي وصفها بالضرورية، وتعهد بأن يعود سعر أسطوانة الغاز لما كان عليه في حال استؤنف ضخ الغاز المصري. وقال إنه "مستهدف شخصيا" من جماعات الإخوان المسلمين الصاعدة في العالم العربي، متهما إخوان الأردن بأنهم جزء من الجماعة في العالم العربي. وفي لقاء حضره الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر المعروف بهجومه المستمر على الإسلاميين، وصف الملك اليسار الأردني ب"القوة الصاعدة". وقال عبد الله الثاني إنه "يساري في ما يتعلق بالصحة والتعليم والتأمين الاجتماعي"، لكنه "يميني" فيما يتعلق بالجيش والتسلح. واستمع الملك لنقد مباشر عن عدم الجدية في مكافحة الفساد، وذهب حاضرون إلى حد انتقاده وإبلاغه بتراجع شعبيته في الشارع وحساسية الموقف وفقا للتسريبات. لكن الملك أبلغ الحضور أنه بحاجة لالتفاف الأردنيين حوله في هذه المرحلة التي نعتها بالدقيقة جدا خاصة فيما يتعلق بالأردن. وقال رئيس حركة اليسار الاجتماعي خالد الكلالدة إن الملك بدا مدركا أكثر من أي وقت مضى للوضع الخارجي والداخلي. وأضاف "هذه المرة بدا لنا أن المتحدث هو الملك الحسين وليس الملك عبد الله الثاني"، قائلا إنه "لم يظهر انحيازا لأي طرف، ولم نشعر أن هناك هجوما منه على الإخوان المسلمين".