هدد معارضون في حلب، كبرى مدن شمال سوريا، باللجوء الى تنظيم القاعدة طلبا للمساعدة في حال بقي الغرب على رفضه ارسال اسلحة لهم من اجل التصدي لقوات الرئيس بشار الاسد. وقال ابو عمار احد قياديي المقاتلين المعارضين في باب النصر بوسط حلب التي تشهد معارك عنيفة منذ حوالي شهر "لا نريد القاعدة هنا، لكن ان لم يساعدنا احد سوف نتحالف معهم". وأضاف "اراهن على انه اذا ما جاء هؤلاء المقاتلون الى هنا، فسوف يقومون بغسل دماغ للسكان. واذا دخلوا حلب، ستصبح المدينة قاعدة لهم في ثلاثة اشهر فقط". وتدعو المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد باستمرار الاسرة الدولية المشلولة بفعل انقساماتها الى التحرك لمنع قوات الاسد من الاستمرار في قمع الحركة الاحتجاجية التي انطلقت سلمية وتحولت نزاعا مسلحا شيئا فشيئا. وتطالب المعارضة بفرض "منطقة حظر جوي" على غرار ما جرى في ليبيا عام 2011 عند اندلاع الثورة ضد نظام معمر القذافي، او بارسال اسلحة الى مقاتلي الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش النظامي ومدنيين مقاتلين والذي يعاني من سوء التجهيز والتسليح امام القوات النظامية. وافادت تقارير في الاشهر الاخيرة عن وصول جهاديين الى سوريا عبر تركيا، غير ان العديد من المقاتلين والخبراء اكدوا ان القاعدة غير موجودة في سوريا كقوة منظمة. ولفت خبراء الى انه ان لم تكن القاعدة موجودة كمنظمة على الارض في سوريا، فان بعض المجموعات بدأت تستخدم اساليبها، ذاكرين مثالا على ذلك العملية الانتحارية المزدوجة بالسيارة المفخخة التي اوقعت 55 قتيلا في ايار/مايو في دمشق. ورفضت واشنطن رسميا ارسال اسلحة الى المقاتلين المعارضين السوريين خشية ان تقع بين ايدي القاعدة، وهي التي لطالما اتهمت سوريا بغض النظر عن الجهاديين الذين يعبرون اراضيها للقتال في العراق. وكان زعيم القاعدة ايمن الظواهري في شباط/فبراير ساند صراحة "الانتفاضة" في سوريا غير ان المعارضين اعتبروا دعوته بمثابة "تدخل" في الشؤون الداخلية. وتؤكد دمشق منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في اذار/مارس 2011 انها تقاتل "مجموعات ارهابية مسلحة" تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج. غير ان المعارضين منقسمون حول هذا الموضوع ويبدو بعضهم على استعداد للتحالف مع المجموعات الاكثر تطرفا سعيا منهم لاطاحة نظام الاسد. وقال براء الحلبي الناشط في حلب ان "الهدف الرئيسي هو وقف اراقة الدماء في حلب. واذ لم يساعدنا الغرب ولا العرب، فسوف نطلب من القاعدة ان توقف حمام الدم هذا"، مؤكدا ان هذا النوع من التحالف لن يكون سوى مؤقتا.