أعلن سعد الحريري (زعيم تيار المستقبل "الموالاة") فوزَ قوى 14 آذار في الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي جرت يوم الأحد، ودعا أنصاره إلى أن يكون احتفالهم بالنصر "إيجابيًا"، بينما أشارت مصادر متطابقة إلى إقرار ائتلاف المعارضة بهزيمته. وقالت قناة الجزيرة: إنّ النتائج الأولية لفرز الأصوات تشير إلى حصول قوى الموالاة المؤلفة من تيار المستقبل على 70 مقعدًا مقابل 52 للمعارضة باستثناء منطقة المتن، من أصل 128 مقعدًا في البرلمان. وانطلقت احتفالات ومواكب سيارات لأنصار قوى الموالاة للتعبير عن فوزهم بالانتخابات، ودعا الحريري أنصاره وحلفاءه إلى أن يكون احتفالهم بالنصر إيجابيًا وطالبهم بعدم الانجرار إلى ما وصفه باستفزاز من شأنه تعكير الوضع الأمني. وقال الحريري في خطاب ألقاه بمنطقة قريطم: إنّ "الديمقراطية هي الرابح" في هذا الاستحقاق الذي وصفه بأنه يشكل "يومًا كبيرًا في تاريخ الديمقراطية" بلبنان. من جهتها نقلت رويترز عن مصدر سياسي رفض الكشف عن نفسه أن ائتلاف المعارضة أقر بخسارته للانتخابات البرلمانية. وقال المصدر الذي وصفته الوكالة بالقريب من المعارضة: "خسرنا الانتخابات، نحن نقبل بالنتيجة بوصفها إرادة الشعب"، وأضاف: "سنعود كما كنا". في المقابل أشارت السلطات اللبنانية إلى أنها ستعلن في وقت لاحق النتائج الرسمية لهذه الانتخابات. وأكّد وزير الداخلية زياد بارود للجزيرة أنّ نسبة المشاركة بلغت أزيد من 54% مسجلة رقمًا قياسيًا في تاريخ الانتخابات اللبنانية، مضيفًا أنها بلغت في جبل لبنان 61.50% وفي الجنوب 56.25%. وتنافس في هذه الانتخابات ائتلاف المعارضة وأبرز قواه حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر ضد قوى الموالاة المؤلفة من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط وحزبا الكتائب والقوات اللبنانية. وبلغ عدد من يحق لهم التصويت حوالي 3.257 ملايين ناخب يتوزعون على 26 دائرة انتخابية. ويجري التنافس على 125 مقعدًا في البرلمان اللبناني من أصل 128 مقعدًا بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية. ويقول محللون: إنّ بقاء الأكثرية في حوزة قوى 14 آذار سيؤدي إلى بقاء الأزمة السياسية الحاصلة في البلاد منذ نزول قوى 8 آذار إلى الشارع في ديسمبر 2006 لمطالبتها بالحصول على ما يعرف ب"الثلث المعطل في الحكومة"، وهو ما منحه لها اتفاق الدوحة الذي أنهى اقتتالاً داخليًا خلف نحو 150 قتيلاً العام الماضي، بعد دخول مسلحين من 8 آذار لبيروت الغربية. ورأى المحللون أنّ هذا المطلب الخاص بالثلث المعطل ستعتبره قوى 14 آذار منتهيًا بانتهاء ولاية الحكومة الأخيرة التي تَمّ تشكيلها بموجب اتفاق الدوحة؛ لأنّ هذه الحكومة معروف أنها كانت حكومة انتقالية، واتفاق الدوحة كان اتفاقًا مؤقتًا، وبزوال الحكومة يزول ما فرضه الاتفاق من استحقاقات على الجانبين، الأمر الذي سترفضه المعارضة، ومن هنا تعود البلاد إلى نقطة الصفر، ويستمر الانقسام والتعطيل. ويرى البعض أنه وفق هذا السيناريو سيصبح من المتعذر على قوى 14 آذار الإتيان برئيس مجلس نواب شيعي لا يرضى عنه حزب الله، وستضطر للتفاهم مع الأخير على اسم رئيس المجلس. وفيما يخصّ البعد الإقليمي، فإنّ فوز قوى 14 آذار سيعني استمرار الدعم الدولي الغربي والدعم الإقليمي (من دول الاعتدال العربي) للبنان، وكذلك سيستمر دعم المؤسسات المالية