قال وزير الداخلية السعودي أحمد بن عبد العزيز الليلة الماضية إن طروحات رجل الدين الشيعي المعتقل نمر باقر النمر تؤكد أنه "مختل"، مضيفا أن السلطات لن تقبل بأي تجاوز يمس أمن الدولة. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الوزير اتهامه للمعتقل النمر بأنه إنسان مشكوك في مستواه العلمي وفي عقله، مشيرا إلى أن الطرح الذي يقدمه "يدل على نقص في العقل أو اختلال، وهذا هو الأغلب". وتابع وزير الداخلية قوله إن أبناء النمر مبتعثون للدراسة في الخارج، كما تعمل زوجته موظفة في إدارة الجوازات، وسبق لها أن عولجت من "مرض خبيث" في الولاياتالمتحدة على نفقة الدولة، مضيفا أن "الدولة ما قصرت فيه، كل شيء متاح له مثل غيره". وأضاف في حديثه للصحفيين أن هناك فئات من المجتمع قابلة للتأثر بما أسماه الشذوذ والخروج في المظاهرات وأن هذا غير مقبول، وتابع بالقول "إن كان هذا الخطر محصورا في المعارض النمر فهذا شأنه وحده، ولكن إذا تجاوز الحدود أو تعداه إلى غيره وبات يمس أمن الدولة، فيجب وضع حد لهذا التجاوز غير المقبول إطلاقا". وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي قد أعلن يوم 9 يوليو/تموز الجاري عن اعتقال النمر وإصابته بجروح في العوامية بمحافظة القطيف (شرق)، واصفا إياه بأحد مثيري الفتنة. وأوضح التركي في بيان له أن النمر حاول ومن معه مقاومة رجال الأمن وبادرهم بإطلاق النار أثناء محاولته الهرب، مضيفا أنه تم التعامل معه بما يقتضيه الموقف والقبض عليه بعد إصابته، حيث نقل إلى المستشفى لعلاجه واستكمال الإجراءات بحقه. وفي المقابل، قال شقيق النمر إن الشرطة نصبت كمينا في الشارع العام بالعوامية أثناء عودته من مزرعته إلى منزله، حيث حوصرت سيارته وأطلق النار في الهواء. وشهدت المنطقة في اليوم التالي على اعتقال النمر احتجاجا أسفر عن مقتل رجلين، في حين نفت وزارة الداخلية وقوع أي مواجهة أمنية على الإطلاق. وتجددت الاحتجاجات الجمعة الماضية، حيث نقلت رويترز عن شهود عيان حديثهم عن إصابات لم يستطيعوا تحديد عددها، متهمين الشرطة باستخدام الرصاص الحي والقنابل المدمعة لتفريق مئات المتظاهرين الذين رفعوا صور النمر ومعتقلين شيعة، بينما جددت السلطات نفيها استخدام العنف.