أكد عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان أن إنكار المنكر واجب على كل مسلم بحسب استطاعته محذرا من ترك الإنكار لمن يستطيعه حيث أن تاركه يأثم ويهلك مع الهالكين عند نزول العقوبة. وقال الشيخ الفوزان في بيان نشرته صحيفة "الجزيرة" أن الاستطاعة لإنكار المنكر تتفاوت فإزالة المنكر باليد من اختصاص ولي الأمر أو مَنْ يُنيبه. أما من ليس له سلطة ولا نيابة عن السلطة فإنه ينكر باللسان، وذلك بالنهي عنه والوعظ والتذكير وإبلاغ السلطة عنه لتزيله ومن لم يستطع الإنكار باللسان إما لعدم القدرة على البيان لقلة علمه، أو لأنه ممنوع من البيان من قِبل الولاة الظلمة، فإنه يُنكر المنكر بقلبه، وذلك بكراهة المنكر وأهله، والابتعاد عن مكانه ومخالطة أهله. وأضاف الشيخ الفوزان " إذا تبيَّن هذا فلا وجه لقول من قال: إن الإنكار لا يكون إلا لمن كان له سلطة، ويمنع من الإنكار بالبيان والتذكير والموعظة وإبلاغ المسؤولين عن مواقع المنكر، أو من يقول الإنكار باللسان تطوع، ويسمي القائمين به بالمتطوعين، وهذا غلط؛ لأن القيام به واجب وليس تطوعاً، ولا يجوز منع القائمين به في الأسواق والمهرجانات وسائر أماكن التجمُّع؛ فهذا القائل يُسقط مرتبة عظيمة من مراتب إنكار المنكر، نصَّ عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي «الإنكار باللسان»؛ فإنها لا تسقط إلا عما لا يقدر عليها، ويكون منكِراً بقلبه، ولا بد؛ لأنه لا يُمنع من الإنكار بقلبه أبداً.