كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن دول مجلس التعاون قررت غلق سفاراتها في دمشق مع دخول الثورة في سوريا عامها الثاني وسط ترقب للتقرير الذي سيقدمه كوفي أنان -موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية- إلى مجلس الأمن اليوم. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قوله -في وقت متأخر من مساء الخميس في بيان- إن الخطوة تظهر رفضا "لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق". يأتي هذا القرار الذي سيشمل قطر والإمارات وعمان والكويت بعيد إعلان السعودية والبحرين إغلاق سفارتيهما في سوريا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الاتحاد الأوروبي أن وزراء خارجية دول الاتحاد ال27 سيقدمون على خطوة مماثلة خلال اجتماعهم في بروكسل الأسبوع المقبل. في غضون ذلك يُنتظر أن يقدم كوفي أنان -مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا- لمجلس الأمن الدولي اليوم بيانا بشأن ما تحقق في المهمة التي كلف فيها قبل عشرة أيام. وحدد أنان فور تكليفه الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمر صحفي وهي السعي إلى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي أسفرت عن مقتل اكثر من تسعة آلاف شخص والعمل على "إدخال المساعدة الإنسانية" و"إيجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد". والتقى أنان الرئيس السوري بشار الأسد يوم السبت الماضي دون أن يرشح شيء عن ما دار بينهما. ترحيب سوري وفي دمشق رحبت الخارجية السورية أمس الخميس بزيارة الفريق الفني الذي شكله كوفي أنان إلى سوريا لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمهمته فيها. وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وكالة يو بي آي أن هذا الترحيب يأتي في إطار الجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح المهمة التي يقوم بها أنان. وكان أنصار النظام في سوريا قد خرجوا بمظاهرات في عدة مدن مع دخول الثورة عامها الثاني في إطار ما وصفته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) برفض "للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري ودعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد لبناء سوريا المتجددة". وبث التلفزيون السوري لقطات ظهرت فيها حشود ضخمة في عدد من الساحات السورية منها ساحة الأمويين التي تقع في وسط العاصمة وهم يرفعون الأعلام السورية. كما بث لقطات لعشرات آلاف المشاركين قال إنها في حلب (شمال) والسويداء (جنوب) واللاذقية (غرب) والحسكة (شرق) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق). وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "لايك من أجل سوريا"، السوريين في الداخل إلى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج إلى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت. جاء ذلك وسط استمرار الجيش السوري وأجهزة الأمن في حملتها العسكرية على مناهضي النظام في محافظات عدة، مما أوقع يوم أمس أكثر من خمسين قتيلا بالإضافة إلى العثور على 23 جثة عليها آثار عيارات نارية وتعذيب في ريف إدلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. لحام من جهة ثانية أكد بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أمس للصحفيين في روما أن الجيش السوري "لا يتدخل إلا عندما يجب أن يتدخل" وأن الكنيسة لا تزال تستطيع أداء دور "إحلال السلام". وقال البطريرك لحام "لا الجنود ولا الناشطين قديسون" إلا أنه أسف للدور الذي تؤديه وسائل الإعلام الغربية التي تمارس في رأيه تضليلا إعلاميا.