ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنَّ القصف الذي تعرَّض له قطاع غزة هو بالأساس رسالة موجهة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي استحوذت على الأغلبية البرلمانية في مصر، وهي الأقرب إلى حركة حماس التي تتولّى الحكومة بغزة. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "إنَّ إسرائيل تبعث برسالة إلى الإخوان المسلمين فى مصر"، مضيفة "الهدف من وراء ذلك هو رسالة تريد حكومة بنيامين نتنياهو بعثها إلى النظام الجديد بالقاهرة، الذى يقرب حركة حماس إليه بشكل لم يكن موجودًا فى عهد المخلوع حسني مبارك". وأضافت: "الغارات هى مقياس لمدى مقدرة إسرائيل على ردع المقاومة الفلسطينية فى غزة، ومعرفة مدى تمكنها من استهداف المجموعات المسلحة هناك بعد إسقاط الرئيس المصرى السابق، فى الوقت الذى تقلصت فيه حرية إسرائيل للعمل فى غزة فى ظل التقارب بين الإخوان المسلمين بمصر وحماس، وما تعطيه القاهرة للأخيرة من حصانة". دعت الصحيفة حكومة نتنياهو إلى وضع خطوط حمراء أمام الرئيس المصرى القادم المنتخب فى يونيو، وأنّه رغم أهمية السلام مع القاهرة على الصعيد الاستراتيجى، فإنَّ أمن الجنوب الإسرائيلى المعرض لصواريخ غزة، مسألة لا تقبل أى حلول وسطية، مضيفة: "حماس كانت دائرة تأثيرها لا تخرج عن غزة، لكن بعد جلوس الإخوان على كرسي السلطة فى القاهرة تغيرت الأمور وبدأت فى خلق توازن جديد فى المنطقة يسعى إلى جعل سيناء منصة لإطلاق العمليات ضد إسرائيل وسط حماية مصرية للقطاع". ولفتت الصحيفة إلى أنَّه فى ظل الأوضاع بالقاهرة لم يعد السلاح يصل إلى غزة من السودان فقط، بل من ليبيا، الأمر الذى يهدّد الكيان الصهيوني كما يضرّ باتفاقية كامب ديفيد وما يتعلق بها من استقرار اقتصادي. بدورها كشفت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية عن قيام المعارضة الإسرائيلية بمطالبة نتنياهو، بالقيام بعملية موسعة فى غزة، إلا أن الأخير يرفض الفكرة لأن لها خطورتها على السلام مع القاهرة.