بينما أثارت فكرة البحث عن مرشح «توافقي» لرئاسة مصر، ردود فعل مختلفة بين القوى السياسية تراوحت بين الرفض والقبول لها؛ أخذت الكلمة بعدا آخرا لدى الشارع في الأيام الماضية، كون الكلمة جديدة إلى حد ما على آذان المصريين، وهو ما جعلهم يستقبلونها بفكاهتهم المعهودة باللعب على وتر كلمة «توافقي»، بإسقاطها على أوضاعهم الاجتماعية والمواقف الحياتية، بعد أن انتشرت مصطلحات أخرى مثل «دستور توافقي»، «حكومة توافقية». وتركزت السخرية وروح الدعابة على شرح معنى الرئيس التوافقي، كما نال الزواج نصيبه هو الآخر من الفكاهة بربطه بالكلمة. فعلى المنتديات وموقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» انتشرت تعليقات تحدد مواصفات الزوجة أو الزوج التوافقي، كان أكثرها انتشارا: «اللهم ارزقني بزوجة توافقية.. يعني ملتزمة زي السلفيين.. رقيقة زي الليبراليين.. منظمة زي الإخوان.. تنفذ أوامري كأنها في الجيش». فيما كتب أحد الشباب: «مرشد الحائر في حل ألفاظ رسالة ابن عساكر»، ويوجد كتاب بالفعل بهذا الاسم، ويا لها من صدفة إنه الكتاب (التوافقي) الذي يحتوى على كلمتي «مرشد» و«عساكر». بينما استخدم آخرون اللفظ كاسم للأشخاص، مثل «توافقي ده يبقى عمك»، «خالتي توافقية عندها حساسية». ووفقا لتقرير للشرق الأوسط اللندنية دأب الجانب الأكبر على شرح معنى «الرئيس التوافقي»، والذي بحسبهم: «رئيس يرضى عنه الجيش.. وترضى عنه أميركا.. وترضى عنه إسرائيل.. ويرضى عنه السلفيون.. ويرضى عنه الإخوان.. ويرضى عنه الصوفية.. والشيوعيون والليبراليون والعلمانيون... وإبليس»، وهو أيضا في «العصر إخوان، والمغرب ليبرالي، والعشاء سلفي، والصبح يضرب تعظيم سلام للعسكر». ورأى البعض أن الرئيس التوافقي هو من «يلعب على الحبلين.. يرضيني ويرضيك ويرضي هذا وذاك»، «رئيس توافقي هو الذي يسميه العوام عندنا رجل (طرطور) أي ليس له رأي، يكون اسمه رئيس لكن يحركه من خلف الستار آخرون». واستغل البعض الأفلام والدراما لشرح المعنى، مثل: «رئيس توافقي هو مصطلح يمكن استخدامه كبديل لشخصية (محجوب عبد الدايم) في فيلم (القاهرة 30)». وواصل البعض فكاهتهم بتحديد أوصاف هذا «التوافقي» بالإسقاط على ما كان يفعله الرئيس السابق حسني مبارك وهي: «ما يكونش الرئيس التوافقي منوفي، بيسمع كل يوم أغنية (دامت لمين)، يكون عارف إننا انتخبناه هو وبس مش هو ومراته وابنه، يكون متواضع جدا بس مش لدرجة إنه يقعد في خيمة زي القذافي، ما يقعدش في القصر الجمهوري يأخذ شقة إيجار جديد، يأكل عيش من أبو شلن، ويشرب من مياه الحنفية، ميكونش عمل أي ضربات جوية ولا أرضية ويذل أهلنا بيها، ميعطلش المرور عشان يروح مشوار، ميكونش راعي الرياضة والرياضيين ولا الثقافة ولا المثقفين ولا الفن ولا الفنانين ويسيب الناس دي في حالها، ما يضحكش علينا ويروح يفتتح نفس المكان عشرين مرة، يبطل كلمة نشجب وندين، لا يصلي العيد قبل ما يبدأ وتنزل صورته وهو بيصلي في الأهرام يوم الوقفة بالليل». ولم تقتصر السخرية على ذلك؛ بل امتدت إلى الصحف، فبالأمس نشر فنان الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين كاريكاتيرا لأحد المصريين يقول: «أيوه رئيس بالتوافق عاملة زي كوسة بالبشامل». أما الكاتب أحمد رجب فأشار في عموده «نص كلمة»: «عندما جاءت الحرية من أوسع أبوابها، التفوا حولها ببدعة اسمها التوافق»، وهو ما يلفت إليه الكاتب محمد خير في صحيفة «الوفد» قائلا: «لعنة الله على بدعة المرحلة الانتقالية المسماة (بالتوافقي) فقد أصبح لدينا دستور توافقي وحكومة توافقية ولجان توافقية بالبرلمان وربما رئيس توافقي وبقي أن يكون لدينا (شعب توافقي)». وتبنى الناشط علي عبد المنعم في صحيفة «الحرية العدالة»، فكرة أن تعمم حالة التوافق في كل مجالات الحياة، ولا تقتصر على الجانب السياسي فقط، وامتدادها للحياة الاجتماعية والاقتصادية والحياتية والرياضية، مشيرا إلى أن زفاف النائب الليبرالي عمرو حمزاوي والفنانة بسمة مؤخرا، هو «زفاف توافقي» يصلح لأن يكون نموذجا للتوافق، فهو حفل توافقي حضره أعضاء حزب النور السلفي مما يكرس فكرة التوافق بين الأقطاب السياسية.