قبل أسابيع فقط من تركه السلطة وملف حرب العراق الذي لا يحظى بتأييد من الرئيس المنتخب باراك أوباما تلقى الرئيس الأمريكي جورج بوش قبلة الوداع من أحد العراقيين حيث قذفه بالحذاء ونعته بالكلب في زيارته المفاجئة والوداعية لبغداد أمس والتي وقع خلالها رمزيا على الاتفاقية الأمنية. وخلال موتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ببغداد قام صحافي عراقي برشق حذائه باتجاه الرئيس بوش دون أن يصيبه، ثم شتم الرئيس الأمريكي، حيث قام مراسل قناة (البغدادية) الصحافي منتظر الزيدي الذي كان واقفا بين المراسلين برشق حذائه باتجاههما قائلا (هذه قبلة الوداع يا كلب). وحاول المالكي حجب بوش لكن الحذاء لم يبلغ أي منهما، وأخطأ الحذاء هدفه بنحو 4.5 متر، وطاش أحد الأحذية فوق رأس بوش وأصاب جدارا خلفه فيما كان يقف المالكي بجانبه، وابتسم بوش بامتعاض فيما بدا المالكي متوترا، وسارع عناصر الأمن الأمريكي والعراقي إلى سحب الصحافي الذي كان يصرخ بأعلى صوته. وابتسم بوش قائلا (لقد قام بذلك من أجل لفت الانتباه إليه هذا الأمر لم يقلقني ولم يزعجني، أعتقد أن هذا الشخص أراد أن يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه، لم أشعر بأي تهديد)، فنهض صحافي عراقي قائلا (إنني أعتذر باسم الصحافيين العراقيين). وأجاب بوش (أشكركم على ذلك فأنا مقتنع بأن العراقيين ليسوا كذلك، هذه أمور تحدث عندما يكون هناك حرية). وأضاف ساخرا أن (مقاس الحذاء 44 إذا أردتم أن تعرفوا أكثر)، وكان بوش وصل إلى بغداد في وقت سابق أمس في رحلة وداع قبل أن يغادر منصبه في يناير المقبل، ووقع بوش خلال زيارة أمس مع المالكي الاتفاقية الأمنية بين البلدين، وذلك في خطوة رمزية أكثر منها قانونية، وقال بوش للصحافيين (يتعين عمل الكثير فالحرب لم تنته بعد، لكن بموجب هذه الاتفاقية وشجاعة الشعب والجيش في العراق وشجاعة الجنود الأمريكيين والعاملين المدنيين فإنها في الطريق إلى الانتصار)، وأضاف (نترك للرئيس المقبل أساسات ثابتة ومقاربة بإمكانها نيل المزيد من التأييد في الوطن)، وقال بوش في حديث آخر إثر لقاء مع الرئيس العراقي جلال طالباني إن ما حدث في العراق منذ الإطاحة بالنظام السابق عام 2003 حتى الآن، (لم يكن سهلا إنما كان ضروريا). وأضاف أن (العمل لم يكن سهلا أبدا لكنه كان ضروريا للأمن الأمريكي والسلام في العالم، وآمال العراق)، وتابع (إنني شديد الامتنان لهذ الفرصة التي أتاحت لي العودة إلى العراق قبل انتهاء ولايتي الرئاسية)،