اعتبرت الإعلامية والكاتبة السعودية "نادين البدير" دعوات أطلقها كتاب وقاضي في بلادها لتجريدها من جنسيتها "كوميدية" قائلة: إن تجريد المواطن من جنسيته يخضع للقانون وليس لرغبات أشخاص، رافضة اتهامها بالإساءة لبلادها أو لمؤسسات فيها انتقدت أداء بعضها. وقالت "نادين" في حوار لها من "دبي" إن من اتهموها هم "من بقايا محاكم التفتيش المندثرة، وإن كان غضب من وصفي للهيئة بمحاكم التفتيش فسأضمه لقائمة حراس الأخلاق القدامى" مشيرة إلى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية التي تمتلك صلاحيات واسعة تتجاوز صلاحيات الشرطة. وأضافت: "لن أتنازل عن كلمة واحدة خرجت مني ولا زال في جعبتي الكثير لأحكيه ولن أصمت حتى آخر قطرة من دمي ولن أتراجع حتى أرى وطني أجمل أوطان العالم فوطني أهم من كل المنافقين وكل التقاليد والطوائف والمذاهب وكل التيارات الفكرية وليسقط الجهل وليسقط الظلم وليحيا وطني". وكان قد طالب قاض سعودي قبل أيام بسحب الجنسية السعودية من "نادين" بدعوى إساءتها للشعب السعودي ول"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية في تصريحات لها مع الإعلامي "وائل الإبراشي" في برنامج "الحقيقة" على قناة "دريم" المصرية وصفت فيها أعضاء الهيئة بأنهم "عصابة" وأنها يتم تشكيلها من خريجي السجون ومدمني المخدرات. وردت "نادين" على تصريحات القاضي السعودي قائلة: "أنا لست في محكمة وهو لا يصلح أن يكون قاضيا فأنا أعيش في وطن طموحه تقدم ورقي. وطن قدم من العدم وصنع حضارة يقودها شباب وشابات تبوءوا أماكن بارزة في حضارة هذا العصر. وطن ساهم في بنائه جدتي العجوز وجدي الكهل ولم يكن هناك من يقول لهم هذا خطأ وهذا صح لأننا نعرف الخطأ والصواب بالفطرة فنحن أبناء الفطرة وفطرتنا نزيهة نظيفة كهواء صحرائنا". وتابعت الإعلامية السعودية: "هو يرى أني يجب أن أنال عقابا حسب أفقه الضيق الذي ينتمي لجماعات هم أفرادها إرجاعنا لحكم غرائزهم. ولهم أقول: نحن في بلد به أنظمة وقوانين لا تسمح لشخص أن يقرر محاكمة أو سحب أو إسقاط جنسية فلان أو علان وكأن البلد فوضى. في النهاية سيبقى المدعو وحيدا في بلده بعد أن يسحب الجنسية عن كل من يخالفه الرأي وتتحول لدولة الشخص الواحد والرأي الواحد". واستنكرت مقدمة برنامج "اتجاهات" على قناة "روتانا خليجية" أن يتهمها مواطن سعودي بالإساءة للشعب السعودي الذي تنتمي له مشددة على أنه من الخيانة أن تنافق وتهمل الأخطاء وتدعها تتفاقم. "أنا أحب هذه الأرض حبا جما وأحكي عن كل مشكلة قبل أن تتفاقم ويضيع معها الوطن" على حد تعبيرها. وأضافت: "من حقي كمواطنة انتقاد أي جهاز في الدولة فنحن في عصر الحرية والحقوق ومحاربة الفساد" متسائلة: "هل نقد الأجهزة الحكومية تهمة كما يرونها أم شرف يعلق على الجبين كما أراه؟". وتابعت الإعلامية السعودية: "القائل هو من بقايا محاكم التفتيش المندثرة إن كان غضب من وصفي للهيئة بمحاكم التفتيش فأضمه لقائمة حراس الأخلاق القدامى الذين قد يطلقون النار على جيرانهم إذا لم تعجبهم أزيائهم أو طريقة حياتهم. كيف أتنازل عن جنسيتي وعن وطني؟ أنا التي أحكي معه وعنه ليل نهار وألتصق به حد الجنون". وقالت إنها سمعت أن من هاجمها اتهمها بأنها من السفهاء. "برأيي السفيه هو الذي يصادر الرأي ويحتكر الفكر والفضيلة والدين ويسطح الآخر والسفهاء الذين لطالما طاردوا أبرياء تهمتهم الأساسية شرب فنجان قهوة أو تناول وجبة خفيفة في مكان عام". ونوهت إلى قضية مسكوت عنها قائلة: "كم من الشباب والشابات قضوا جراء ملاحقتهم من حراس الفضيلة والأخلاق وملفات أجهزة الأمن في مناطق "السعودية" المختلفة تحتفظ بالكثير من الجرائم التي لم يصدر فيها أحكام قضائية بحق جناة تسببوا في مقتل أبرياء نسي الجميع أرواحهم لكن عائلاتهم لم ينسوا وكثير منا لن ينسى ما حدث لهم". وتعجبت "نادين" من كاتب في صحيفة سعودية كتب عن "ساقيها" مؤكدة أنه لا وقت عندها للرد عليه بعكس وقت ضيعه من وصفتهم ب"أصحاب الشوارب الذين يلهثون خلف امرأة. بدلا من الخوض في مستقبل بلدهم يضيعون أنفسهم وأيامهم على جسد نادين البدير وملابس نادين البدير وأفكار نادين البدير وجذور نادين البدير إلى آخر متعلقات نادين البدير" على حد تعبيرها. وهوجمت "نادين البدير" بشكل اعتبره إعلاميون "خارجا عن حدود الأدب واللباقة" من قبل كاتب في صحيفة "الشرق" السعودية تحدث عن "ساقيها" موضحا في مقالة قصيرة أنهما كفيلان بشيء من متابعة لاهثة لبرنامجها التلفزيوني لأن المشاهد العربي لا يقل عن شقيقه السعودي شغفا في رؤية أي منتج "سعودي نسائي" يعرض على الهواء الطلق دون "هيلاهوب" ولا "سترتش"، وقال الكاتب في مقالته متهكما: "لست أدري يقينا لِمَ لمّا أرى نادين البدير أعود صبيا". ونقل موقع "سبق" السعودي عن القاضي السعودي "مطرف البشر" مطالبته بمحاكمة "البدير" بعد ما وصفه بتكرار إساءاتها للشعب السعودي ولأجهزة الدولة وتجاوزها حدود الأدب والأخلاق. وأضاف "البشر" حتى لا يتجرأ السفهاء على أجهزة الدولة وعلى القضاء والقضاة، يجب أن يؤخذ على يد السفيه بقوة الحق، لأن هناك من لا يرتدع ومن لا يكفيه الوعظ والإرشاد والنصح، ويجب أن تُحاكم، لأنها تجاوزت الحدود، وأساءت إلى أجهزة الدولة، ويطبَّق في حقها الأنظمة المعمول بها داخل السعودية. واعتبر القاضي السعودي أن المصيبة أنها تمكَّن في قناة سعودية، ولها برنامج خاص في هذه القناة، في إشارة إلى قناة "روتانا" وهذا يدل على أن هناك تناقضاً لا حصر له، مطالبا أيضا بطردها من هذه القناة.