ذكرت صحيفة "الحياة" أن المجلس العسكري بمصر منزعج من النتائج التي أفرزتها المرحلة الأولى من أول انتخابات تشهدها البلاد بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عقب ثورة 25 من يناير. وقالت الصحفية في تقرير لها: "إنه رغم التزام المجلس العسكري في مصر الصمت تجاه نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها الإخوان والسلفيون، إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن النتائج سببت انزعاجاً وقلقاً داخل المؤسسة العسكرية". وأضافت "أظهرت النتائج تفوقاً ساحقاً للإسلاميين، إذ نال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، أكثر من 40 في المائة من الأصوات ونال حزب النور السلفي نحو 20 في المائة من الأصوات بالنسبة إلى القوائم، ويخوض مرشحون إسلاميون جولة الإعادة في كل الدوائر الباقية تقريباً على المقاعد الفردية". ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول "رغم قبول الجيش للنتائج كونها تعكس إرادة الناخبين، إلا أن شعوراً بالقلق يسود المؤسسة العسكرية، خصوصاً أن التيار الإسلامي لديه حظوظ وافرة في محافظات الدلتا ومنها الدقهلية والغربية والشرقية التي سيجري فيها الاقتراع في المرحلتين الثانية والثالثة ويتوقع حصول المرشحين الإسلاميين فيها على نسب تفوق ما حققوه في المرحلة الأولى". واعتبرت المصادر ذاتها أن "النتائج تصعب من موقف الجيش في مواجهة الإخوان والسلفيين في معركة مدنية الدولة في الدستور بعد الانتخابات". ونقلت المصادر "عتاباً من المؤسسة العسكرية على القوى المدنية التي ركزت جهودها في مواجهة المجلس العسكري واعتبرت أن معركتها مع العسكر،" وقالت إن "سبب تفوق التيار الإسلامي في المرحلة الأولى مرجعه حال الضعف والفرقة وعدم الاتفاق بين قوى التيار الليبرالي، وانشغالها بالعمل على مواجهة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رغم أن المجلس أرسل رسائل عدة بأن مشكلة العسكر ليست معهم، إلا أنهم لم يفطنوا لذلك".