للمرة الاولى في تاريخ السعودية التي تأسست العام 1932، لن يخلف ولي عهد الملك وستختار هيئة البيعة التي تضم عددا من أمراء آل سعود ولي عهد جديداً خلفا للأمير سلطان بن عبد العزيز الذي توفي اليوم. ويعد وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز (78 عاما)، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، الاحتمال الأبرز إثر تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في مارس 2009. وضمن آليات الخلافة التي أقرت قبل بضعة أعوام، عين الملك عبد الله أعضاء هيئة البيعة، ووضع على رأسها أخيه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز. وتضم الهيئة 35 أميراً من أبناء واحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود، لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد. والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، أحد ابنائهم، يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد. وكان الملك عبد الله أعلن في اكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من إصداره. ووفقا للائحة، يتمتع اعضاء الهيئة بعضوية مدتها اربع سنوات غير قابلة للتجديد، إلا اذا اتفق أخوة العضو المنتهية ولايته على ذلك، وبموافقة الملك. وبحسب نظام هيئة البيعة الصادر في اكتوبر 2006، توكل الهيئة الى لجنة طبية مهمة التأكد من أهلية الملك وولي عهده في إدارة الحكم. وفي حال تقرير عدم الأهلية الدائمة، فإن "مجلسا مؤقتا للحكم"، مشكلا من خمسة أعضاء، يتولى تصريف أمور الدولة، على أن تقوم الهيئة في غضون سبعة أيام "باختيار الأصلح للحكم من أبناء الملك المؤسس" عبد العزيز آل سعود. ويقترح الملك على "هيئة البيعة" إسما أو إسمين أو ثلاثة أسماء لمنصب ولي العهد. ويمكن للجنة أن ترفض هذه الاسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك. وإذا لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك، فإن "هيئة البيعة" تحسم الأمر بالغالبية في عملية تصويت، يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك، وذلك خلال مهلة شهر. وكان تعيين ولي عهد السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، شأن يخص العائلة المالكة التي تقرر تولي المنصب بالتوافق مبدئيا. وتتخذ "هيئة البيعة" من الرياض مقراً، ويرئسها أكبر أفراد العائلة المالكة سناً. وتعقد اجتماعاتها العادية بحضور ثلثي الاعضاء، وتتخذ قراراتها بالغالبية وعبر التصويت السري. وتتمثل مهمة الهيئة في "المحافظة على كيان الدولة، وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها وعدم تفرقها وعلى الوحدة الوطنية ومصالح الشعب". وعين العاهل السعودي أيضاً بمرسوم ملكي خالد بن عبد العزيز التويجري أمينا عاما لهيئة البيعة. يشار ألى أنه عقب وفاة العاهل السابق الملك فهد بن عبد العزيز في اغسطس 2005 اتاح تقليد التوافق داخل الأسرة المالكة انتقال الحكم بسلاسة إلى الملك عبد الله.