ندد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بدور حلف شمال الأطلسي في ليبيا، ودعا الولاياتالمتحدة إلى البقاء بعيدا عن سوريا وما يجري فيها، كما نفى - في مقابلة مع CNN - التهم الموجهة لبلاده بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، قائلاً إن طهران ليس لديها مصلحة في قتل ممثل "دولة شقيقة" على حد تعبيره. وقال نجاد، في المقابلة التي جرت السبت وتبث الأحد، إن موقفه حيال الوضع في ليبيا لم يتبدل بعد مقتل العقيد معمر القذافي، واعتبر أن تدخل الناتو في مسار الأحداث "فاقم الأزمة وهدد السيادة الليبية." وندد نجاد بالدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ووصفها بأنها دولة "مكروهة" في المنطقة، ودعاها لعدم التدخل في الملف السوري، رغم أنه رفض كافة عمليات القتل التي تجري في ذلك البلد على خلفية الاحتجاجات المستمرة منذ مارس/آذار الماضي. وقال نجاد حول الوضع في سوريا: "علينا احترام استقلال وسيادة كل الدول.. نحن ندين القتل والمجازر، والعدالة توجب رفض القتل، فليس لدى أي طرف الحق في قتل أشخاص من الطرف الآخر، سواء أكانت الحكومة أم المعارضة." وتابع الرئيس الإيراني الذي تعتبر سوريا الحليف الرئيسي لبلاده في المنطقة: "سنقوم ببذل المزيد من الجهد لتشجيع الحكومة السورية والطرف الآخر، وكذلك كل الأحزاب، على التوصل إلى تفاهم، ولن يكون هناك تدخلات خارجية." وطلب نجاد من واشنطن أن تعي بأن ما قال إنها "حقبة الاستعمار" قد انتهت، مضيفاً أن عليها مراجعة سياساتها في المنطقة قائلاً: "ليس لدينا مشكلة مع الشعب الأمريكي، نحن نحبه.. مشكلتنا مع الحكومة.. الولاياتالمتحدة تضعف أكثر فأكثر وهي الآن مكروهة في المنطقة، ويجب عليها ألا تمارس الضغوطات على الشرق الأوسط." وأنكر نجاد أن تكون طهران قد خططت لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، الذي تقول الولاياتالمتحدة إنها حصلت على إثباتات حول وجود مخطط إيراني يستهدفه. وقال الرئيس الإيراني: "لماذا نحتاج إلى اغتيال سفير دولة شقيقة؟ ما هي الأسباب والمصالح التي تدفعنا لذلك؟ ليس لدينا أي نية لإلحاق الأذى بالسعودية.. هل كنا حقاً بحاجة للقيام بهذا الأمر في الولاياتالمتحدة؟" وانتقد نجاد الإستراتيجية الأمريكية المطبقة في العراق، رغم إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التزامه سحب القوات بنهاية العام الجاري، وقال إنه كان من الأجدر بواشنطن الانسحاب منذ زمن طويل، مضيفاً أن الحكومة العراقية "مستقلة وذات سيادة، ويمكنها أن تقرر بنفسها كيفية تدريب قواتها." واعتبر نجاد الاتهامات الموجهة نحو إيران بتضليل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها مجرد "أكاذيب،" كما شكك بمصداقية الوكالة نفسها، قبل أن يعمد إلى نفي وجود مخططات لدعم بلاده لصنع قنابل نووية عبر القول إن حقبة هذا النوع من السلاح قد ولت، على حد تعبيره.