استقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس يوم الجمعة بسبب صداقته مع رجل أعمال كان يدعي أنه مستشار له فيما وجه ضربة لحكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الائتلافية ويحتمل أن يبطيء جهود اصلاح الجيش. وعين كاميرون وزير النقل فيليب هاموند وزيرا جديدا للدفاع. واعترف فوكس (50 عاما) الذي أشرف على عمليات الجيش البريطاني في افغانستان وليبيا بأنه سمح بطمس معالم الخطوط الفاصلة بين حياته الشخصية والمهنية. وكانت وسائل الاعلام البريطانية حملت في الاسبوع الماضي سيلا من القصص الاخبارية حول طبيعة العلاقة بين فوكس وادم فيريتي (34 عاما) الذي كان رفيقه في السكن والتقى به مرارا في وزارة الدفاع وفي رحلاته الرسمية بالخارج. وقال فوكس في خطاب الاستقالة الموجه الى كاميرون "لقد سمحت بشكل خاطيء بطمس الحدود الفارقة بين مصلحتي الشخصية وأنشطتي الحكومية." وأضاف "أصبحت العواقب المترتبة على ذلك أكثر وضوحا في الايام الماضية. أعبر عن أسفي الشديد لهذا." ولا يمكن لكاميرون تحمل تعريض سلطة الحكومة للخطر في الوقت الذي تمضي فيه قدما في أشد الاجراءات تقشفا منذ نحو 30 عاما بهدف التصدي لعجز كبير في الميزانية. واستعاد البرلمان نفسه نزاهته في الاونة الاخيرة فحسب بعد فضيحة تتعلق بالنفقات شهدت محاكمة عدد من أعضائه. ومع ذلك وفي انتظار الكشف عن أي معلومات أخرى بشأن سلوك فوكس فان رحيله لا يعتبر ضربة قاتلة. وقال وين جرانت أستاذ العلوم السياسية في جامعة وارويك "انها انتكاسة للحكومة لكنها لا تزعزع استقرارها ... هذا أمر محرج للحكومة وهو لا يدعم سمعتها لكنه لن يترتب عليه تغيير مصيري." وكان كاميرون قد أبدى دعمه لفوكس في انتظار نتائج تحقيق من المقرر ظهورها في غضون أيام لمعرفة ما اذا كان فوكس قد خالف القواعد الوزارية من خلال السماح لفيريتي بالاستفادة ماليا من صداقتهما أو الوصول الى معلومات سرية. وقال كاميرون في خطاب انه "يأسف بشدة" لاستقالة فوكس وأشاد بما قال انها "مهمة رائعة" أداها. وقال للصحفيين "ادى مهمة طيبة في وزارة الدفاع حيث أنهى الفوضى التي خلفتها الحكومة السابقة وقاد الوزارة بشكل جيد خصوصا في الوقت نخوض فيه عمليات في ليبيا وافغانستان أيضا." وسيتعين على خليفة فوكس تنفيذ خطة صعبة وجذرية لخفض حجم الجيش واعادة هيكلته فضلا عن ادارة عملية انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان واتخاذ قرارات حاسمة في الصراعات المستقبلية.