أكد رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس عبد الحكيم بلحاج أن إسلاميي ليبيا لن يسمحوا بإقصائهم أو تهميشهم في معركة حكم ليبيا ما بعد القذافي. وفي مقال كتبه بصحيفة ذي غارديان، بدا بلحاج منتقدا في جميع الاتجاهات، فهاجم الليبراليين والمنافسين الذين يدعمهم الغرب في مفاوضات تشكيل الحكومة. وقال بلحاج "يجب أن نقاوم محاولات بعض السياسيين الليبيين الذين يسعون لإقصاء بعض من شاركوا في الثورة، فقصر نظرهم السياسي يجعلهم لا يرون مخاطر هذا الإقصاء، أو ردود فعل الأطراف التي يجري إقصاؤها". وأضاف "بعد كل ما عانيناه من القذافي، نحن مصممون على عدم السماح لأي فرد أو طرف باحتكار إدارة البلاد، لأن هذا سيعيد إنشاء دكتاتورية جديدة". وأشاد بالدعم الغربي لحماية الليبيين، لكنه قال إن مستقبل ليبيا بيد الليبيين وحدهم، وهم لن يفرطوا في سيادتهم لأي كان أو السماح له بالتدخل في شؤونهم الداخلية. وأوضح بلحاج أن ليبيا تتسع للجميع، وعلى الليبيين الاستماع إلى جميع الآراء المختلفة ثم يقررون انتخاب من يريدون لإدارة المرحلة المقبلة، وقال "ما يقلقنا هو محاولات الإقصاء التي يمارسها بعض العلمانيين، وإسلاميو ليبيا أكدوا التزامهم بالديمقراطية، ورغم هذا فإن البعض يدعون لإقصائهم وتهميشهم، وكأنهم يدفعون الإسلاميين إلى تبني الخيار غير الديمقراطي، لكننا لن نسمح بهذا فكل الليبيين شركاء في هذه الثورة ويجب أن يشاركوا جميعا في بناء البلاد". وقالت الصحيفة إنه بعد أكثر من شهر، فشل المجلس الوطني الانتقالي المدعوم من الناتو في العمل كهيئة تكون أكثر تمثيلا لليبيين، وهو ما أثار أجواء انقسام وانحراف بشأن مستقبل البلاد جعلت دبلوماسيين غربيين وكثيرا من الليبيين يعترفون بأنها مسألة مثيرة للقلق. وأضافت أنه أصبح واضحا الآن أنه لن يكون هناك أي اتفاق لغاية إعلان التحرير الكامل، مما يعني هزيمة أنصار القذافي في مدينة سرت التي استمر القتال فيها حتى أمس الثلاثاء، ومدينة بني وليد التي يراوح الوضع بها مكانه. وتعليقا على ما أعلنه عضو المجلس الانتقالي مصطفى الهوني في بنغازي من أن المشاورات انتهت إلى إعلان تأجيل الحكومة لغاية اكتمال التحرير، أكدت الصحيفة أن التحدي السياسي في ليبيا ليس سهلا، فالبلاد لم تشهد أي انتخابات منذ عام 1952 وهي تخرج من دكتاتورية عمرها 41 عاما. وقالت الصحيفة إنه يُنظر إلى بلحاج على أنه قائد الإسلاميين الليبيين، كما أن المجلس العسكري لطرابلس الذي يقوده يسيطر على العاصمة الليبية عمليا، وينظر إليه الجيش الليبي الذي يتضمن عددا من ضباط القذافي السابقين على أنه مثل الشريك الصغير. وأضافت أن لبلحاج صلات وثيقة بعلي الصلابي وهو عالم دين نافذ كان يعيش في المنفى وعاد مع بدء الثورة وأثار غضب كثير من الليبيين بعدما هاجم رئيس الوزراء محمود جبريل الذي عينه المجلس الانتقالي وهو الذي بذل جهدا في جلب التأييد الغربي للثوار الليبيين، لكنه أثار جدلا كبيرا بشأن مستقبل ليبيا. وقالت الصحيفة إن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل سبق أن أقر بأن اختلاف الرؤى أجّل الاتفاق، بالإضافة إلى التنافس الجهوي، فمصراتة التي عانت كثيرا أثناء القتال تطالب بالاعتراف بوضعها، وفي هذا يقول جبريل "نواجه الذهنية الليبية التي تقول إن كل قبيلة وكل جهة وكل مدينة تريد التمثيل في الحكومة".