عرض التلفزيون السوري أمس السبت اعترافات لأردني من أصل فلسطيني وصفه بأنه عميل لجهاز الموساد الإسرائيلي، يقر فيها بدوره في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية بدمشق عام 2008. وقال إياد يوسف إنعيم المولود عام 1976 إن جهاز الموساد جنده عام 2006 لدى زيارته إلى الضفة الغربية من أجل مناسبة عائلية، حين تعرف على شخصين ادعيا أنهما من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وتبين له لاحقا أنهما من الموساد. وفي عام 2007 طلب منه الموساد التوجه إلى سوريا وتزويده بمعلومات تفصيلية عن المعابر وإجراءات السفر وأجهزة الكشف، وعاد بعدها إلى الخليل بالضفة الغربية ليتلقى المزيد من التعليمات. وأضاف إنعيم –الذي يقول إنه درس في اللاذقية من 1995 حتى 2000- أن إسرائيل منحته شريحة تلفون دولية بلجيكية وتم تدريبه على استخدام الخرائط في مدينة القدس، لجمع معلومات عن اللاذقية وحركة الميناء فيها وعن السكان وأعمالهم والطوائف. وبحسب اعترافاته، فقد طلب الموساد منه في مطلع فبراير/شباط 2008 التوجه إلى دمشق ثلاث مرات، كانت المرتان الأولى والثانية لاستكشاف مكان بالقرب من السفارتين الكندية والإيرانية والبحث عن لافتات تتعلق بمكاتب حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي المرة الثالثة أرسل إنعيم إلى شارع جانبي للتحقق من وجود سيارة من طراز باجيرو فضية اللون، وأعطى رقم السيارة للموساد، وهي السيارة التي اكتشف بعد تفجيرها بأنها تخص مغنية، كما يقول في اعترافاته. وقال إنه استمر في تقديم المعلومات الاستخبارية عن سوريا إلى جهاز الموساد حتى تم القبض عليه من قبل السلطات السورية، ولكنه لم يذكر شيئا عن عملية القبض عليه ومعرفة الأجهزة الأمنية السورية بذلك. وقال التلفزيون السوري إن تصريحات إنعيم تظهر حجم المؤامرات الخارجية ضد سوريا التي تواجه احتجاجات شعبية منذ ستة أشهر ضد الرئيس السوري بشار الأسد. يشار إلى أن مغنية الذي كان قائد العمليات العسكرية في حزب الله قتل في فبراير/شباط 2008 بدمشق بانفجار سيارة من نوع ميتسوبيشي باجيرو رمادية اللون كانت متوقفة بين أبنية في حي كفر سوسة. وكان مغنية من أهم المطلوبين لدى الولاياتالمتحدة، حيث اتهم في 1983 بتدبير تفجيرات للسفارة الأميركية وقاعدة بحرية أميركية وقاعدة لقوات حفظ سلام فرنسية في بيروت، قتل فيها 350 شخصا. كما اتهمته إسرائيل بالتخطيط لتفجير مركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية قتل فيه 58 شخصا، وبالمشاركة عام 1992 في تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين والذي قتل فيه 28 شخصيا، ولكنها نفت أن يكون لها دور في اغتيال مغنية.