قررت محكمة أميركية مثول مزمل حسن (من أصول باكستانية)، مؤسس قناة تلفزيونية أميركية إسلامية في نيويورك، أمام محكمة أعلى في مقاطعة أوركاد بارك في مدينة بوفالو، بعد أن وجهت إليه تهمة قتل زوجته آسيا زبير، حيث إنه جزّ رأسها داخل مقر القناة عقب خلافات أسرية ومشاجرة منزلية. ونقلا عن صحيفة " الشرق الاوسط " فقد أحاطت قوات أمن كثيفة بمقر المحكمة التي مثل أمامها مزمل لأول مرة أمام القاضي، وكان قد ألقي القبض على مزمل (44 سنة) الليلة قبل الماضية بعد أن أبلغ الشرطة بنفسه بوجود جثة زوجته آسيا (37 سنة) في غرفة داخل مقر القناة الفضائية، التي تعرف باسم «الجسور»، وأطلقت من أجل تحسين صورة المسلمين السلبية في الولاياتالمتحدة، جراء ما لحق بهم من تشويه عقب هجمات سبتمبر (أيلول). وعمل مزمل وزوجته آسيا معا في القناة التي أعلنت أن العاملين بها يشعرون بالصدمة بعد مقتل آسيا واعتقال مؤسسها. وقالت مصادر مقربة من الزوجين إن مزمل قتل زوجته انتقاما لشرفه ولأسباب أخلاقية، بيد أن مصادر أخرى أكدت أن آسيا كانت قد طلبت الطلاق من زوجها بعد تفاقم الخلافات بينهما، حيث اعتاد أن يضربها ضربا مبرحا بسبب غيرة زوجية قاتلة. لكن جيم هارينغتون محامي مزمل قال أمام المحكمة للمراسلين: «الحديث عن الثقافة والدين غير ملائم إطلاقا، وعلى الصحافة أن تؤدي دورها بنزاهة لضمان سير عادل للمحاكمة، وعدم الإساءة للمجتمع الأميركي المسلم». وأبلغ المحامي الصحافيين أن موكله يشعر بصدمة قوية بسبب ما جرى: «مزمل حسن لم يصدق ما جرى»، على حد قول هارينغتون. وكان مزمل الذي اقتيد إلى قاعة المحكمة وهو مكبل اليدين يحملق إلى عشرات الناس الذين احتشدوا داخل وخارج القاعة لمتابعة وقائعها. ومنعت الشرطة الذين جاؤوا إلى المحكمة من حمل أجهزة هاتف محمول أو كاميرات أو آلات تسجيل؛ منعا لتصوير المتهم أو تسجيل ما سيقوله أمام القاضي. ولم يعترض محامي مزمل حسن على الأدلة التي قدمت أمام المحكمة وتبرهن على ارتكاب موكله لجريمة قتل، وهو ما جعل القاضي يقرر على الفور تحويل المحكمة إلى درجة أعلى، بيد أن هارينغتون قال إن موكله عندما سئل ما إذا كان يعتبر نفسه مذنبا نفى ذلك، وقال إنه من المبكر جدا معرفة الاتجاه الذي ستسلكه المحكمة، وأضاف: «نحن نحاول فحص كل شيء»، وأشار إلى أن العنف المنزلي سيكون جزءا من القضية، مؤكدا على أن علاقة مزمل وزوجته تخللتها مشكلات. وقال إن مزمل هو الذي دل الشرطة على مكان وجود الجثة، لكنه لم يعترف باقتراف الجريمة، وكان مزمل قد ذهب إلى مقر الشرطة الليلة قبل الماضية، وأفاد بمقتل زوجته ومكان جثتها. وقالت شرطة أوركاد بارك إنها سبق أن استُدعيت إلى منزل الزوجين في السادس من فبراير (شباط) الحالي بسبب شجار بينهما، وكانت آسيا قد طلبت الطلاق في ذلك اليوم واستدعت الشرطة لمنع زوجها من دخول المنزل. ويمنع القانون الأميركي من دخول الزوج إلى منزله في حالة حدوث مشاجرة أسرية لمدة ثلاثة أيام، وإذا حاول خلالها دخول المنزل يلقى عليه القبض. وقالت المحامية ناديا شهرام التي تمثل قناة «الجسور» في المحاكمة، إن الزوجين كانا على وشك الانفصال، مشيرة إلى أن الطلاق ليس أمرا محببا طبقا لتعاليم الدين الإسلامي، وقالت إن مقتل آسيا ليس مرده إلى علاقات زوجية مضطربة كان يتخللها عنف وضرب داخل المنزل، على الرغم من أن الزوجين لهما طفلان. وكان مزمل قد تزوج من قبل، وله ولدان من زواجه الأول. وقرر قاضي المحكمة بعد جلسة إجرائية تحويل ملف القضية إلى محكمة أعلى قضائيا، حيث سيواجه مزمل حسن جريمة قتل من الدرجة الثانية، تتراوح عقوبتها ما بين 15 إلى 25 سنة سجنا. وقالت كولين كيرتن من مكتب المدعي العام في مدينة بوفالو، إن ملف الدعوى ضد مزمل حسن سيكون جاهزا خلال 45 يوما، حيث ستوجه إليه تهمة القتل من الدرجة الثانية. يشار إلى أنه طبقا للقوانين الأميركية فإن تهمة القتل من الدرجة الأولى توجّه إلى من يرتكب جريمة قتل بعد تعذيب المجني عليه، أو في حالة قتل رجل شرطة عند ارتكاب الجريمة.