أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان حول أحداث ليبيا اليوم، أن النزاع المسلح بين نظام معمر القذافي وقوات المعارضة دخل مرحلة "حرب الشوارع من أجل السيطرة على طرابلس". وجاء في البيان: "تشير كل الدلائل إلى أن السلطة في هذا البلد سوف تنتقل إلى الثوار في وقت قريب. ونتوقع أن يضع ذلك نهاية للأزمة الليبية التي تسببت في معاناة سكان هذا البلد وألحقت أضرارا كبيرة بالاقتصاد الليبي". ونرى أنه من الضروري أن تعقب وقف القتال عملية سياسية لتشكيل إدارة شرعية والاتفاق على مبادئ النظام الديمقراطي المستقبلي مع صون استقلال ليبيا وسيادتها والمحافظة على وحدة أراضيها". وأشارت الخارجية الروسية إلى أن أحد الدروس المستخلصة من النزاع الليبي يتمثل في ضرورة أن يتعامل جميع أعضاء الأممالمتحدة مع أزمة تواجه أية دولة طبقا لميثاق الأممالمتحدة وقراراتها ذات الصلة. وجاء في البيان: "ندعو جميع الدول إلى تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 بحذافيرهما، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، وتقديم المساعدة العملية لحماية المدنيين وعملية تشكيل السلطة الشرعية في هذا البلد (...) اتخذت روسيا هذا الموقف منذ بداية النزاع، وسوف نستمر في هذا الخط، مقدمين الدعم والعون الممكنين للشعب الليبي". ومن جانبه ذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ)الروسي ميخائيل مارغيلوف أن الأزمة الليبية لازالت بعيدة عن الحل. وقال مارغيلوف في حديث لوكالة أنباء "نوفوستي" إن "السيطرة على العاصمة (طرابلس) لا يعني حلا للأزمة، وتفيد تجارب الثورات، أن الحفاظ على السلطة أصعب من استلامها". وأوضح السيناتور الروسي أن الأزمة الليبية لها طابع سياسي، "لذلك لا يمكن حلها بالطرق العسكرية بمفردها، وأن جدول الأعمال اليوم سيكون مُشكلاً من جميع عناصر النخبة الليبية، من أنصار القذافي وعناصر المعارضة والعائلة الملكية السابقة وغيرهم من المهاجرين الليبيين". واعتبر مارغيلوف، أن "ساعات معدودة ستحسم الأعمال العسكرية في ليبيا". وفي سياق متصل دعا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب) الروسي قسطنطين كوساتشوف العقيد القذافي لتقييم موقفه وإعلان استقالته. واعتبر أن الوضع في ليبيا دخل مرحلته النهائية.