لفت الاتحاد الإفريقي إلى أن دوله الأعضاء لن تتعاون بشأن مذكرة الاعتقال بحق العقيد الليبي، معمر القذافي، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، الأسبوع الماضي، بدعوى إن الإجراء يهدد الجهود المبذولة للتفاوض لإيجاد اتفاق سلمي في الدولة التي تمزقها حرب أهلية. وكان الاتحاد قد لخص موقف أعضائه في بيان صدر بختام قمته في "غينيا الإستوائية" الجمعة: إن مذكرة الاعتقال تُعقد بشكل خطير الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي تفاوضي للأزمة في ليبيا." وأصدرت هيئة قضائية من ثلاثة قضاة في محكمة لاهاي في 27 يونيو/حزيران الفائت، مذكرات اعتقال حق القذافي ونجله، سيف الإسلام القذافي، وصهره رئيس المخابرات، عبد الله السنوسي. وشدد القضاة على أهمية مذكرة الجلب "لضمان مثولهما أمام المحكمة" "وعدم إعاقة الثلاثة للمحكمة وتهديدهم لتحقيقاتها" و"لمنعهم من استخدام سلطاتهم لمواصلة ارتكاب الجرائم". ويشار إلى أن ليبيا ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي الذي اأنشئت بموجب سلطته المحكمة الدولية، وأوضح القذافي جلياً بأنه لا يعترف بسلطة المحكمة الدولية. والأسبوع الماضي، قال بعض المحللين خطوة المحكمة من شأنها أن تضر بالجهود القائمة لإنهاء فترة حكم القذافي الطويلة على مدى 42 عاماً، وسوف تمنعه من مغادرة ليبيا خشية تعرضه للملاحقة القانونية. وقال مايكل روبن، المحلل ب"أمريكان انتربرايز انستيتيوت": "وفي الواقع ، فإن المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف تقول للقذافي قاتل حتى الموت." ويشار إلى أن مدع عام المحكمة الجنائية، لويس مورينو أوكامبو، وأثناء الإعلان عن مذكرة التوقيف كان قد تفادي الإجابة عن أسئلة الصحفيين من أن التحرك من شأنه أن يثبط عزيمة القذافي عن التنحي. واكتفى بالقول إن قرار التقصي عن القذافي جاء بقرار بالإجماع من مجلس الأمن الدولي، وليس من المحكمة الجنائية الدولية." وبقرار صدر عن المجلس في 26 فبراير/شباط، كلف مجلس الأمن المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في شكاو واسعة النطاق حول جهود القذافي لسحق انتفاضة شعبية دعت لرحيله. وكان ناطق باسم الخارجية البريطانية قد دعا القذافي، الأحد، لإنهاء العنف والرحيل، لافتاً إلى أن حلف الناتو يعمل على حماية المدنيين وليس ترتيب خروج آمن للعقيد الليبي. وفي الأثناء، من المقرر أن يلتقي رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، ب"مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا" في روسيا، كما أن الوضع في ليبيا، سيكون ضمن أولويات أجندة اجتماع مجلس الناتو-روسيا، الذي سيعقد الاثنين، وفق وكالة "نوفوستي الروسية.