قال الشيخ ناصر العمر المشرف العام على موقع المسلم معلقا عن الجدل المتصاعد جراء المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في السعودية: إن الموضوع أبعد من موضوع قيادة المرأة للسيارة فهم يريدون إثارة القلاقل والفتن, فعندما يمر البلد بأزمة يحتاج إلى التماسك والتآلف والتعاضد, والعجيب أن بعضهم كتب في الصحف أن العلماء وطلاب العلم الذين نهوا عن المظاهرات وإثارة الفتنة هم الآن من يثيرون الفتنة بكلامهم عن قيادة المرأة للسيارة وعن موضوع التعليم, وزعموا أن العلماء وطلاب العلم يفرقون الناس ويقسمون الشعب عندما يتحدثون عن الرافضة والليبراليين, وهذه أساليب المنافقين كما أوضحها القرآن الكريم, مشيرا إلى أن أساليب المنافقين لا تتغير لذا لم يذكر القرآن اسم منافق واحد ولكنه فضحهم بصفاتهم. موضحا أنه من المؤسف أن بعض طلاب العلم الآن يطرحون قضية قيادة المرأة للسيارة من منطلق فقهي ومن باب الحلال والحرام وأنه أمر جائز, وهو أبعد ما يهم من فجر هذه القضية فهم لا يهمهم الحلال والحرام, فهل الرافضة أو الليبراليون يعرفون الحلال والحرام؟! فهم لهم أهداف ويستخدمون هذه القضية للغطاء عليها , فموضوع الحلال والحرام يناقش بين العلماء الذين يحددون المصالح والمفاسد حتى لا يعطى هؤلاء تكئة للتغطية على أهدافهم الكبرى. وأضاف: لقد ثبت عندما أثير موضوع قيادة المرأة للسيارة في السابق أن بعضهم صور المظاهرة وأعطوها لبعض الصحفيين من الغرب, وقبضت أجهزة الامن عليهم وأكدت ذلك. وتابع: إننا يجب أن نبعد البلاد عن الفتن, وعندما تكلمنا عن منع المظاهرات في السابق لم نكن نقصد أنه ليس هناك مطالب أو مظالم أو فساد ولكن ليس بهذا الطريق يتم حلها. وزاد: إنه يأسف أن البعض أرسل إليه بعض الرسائل ويهدد بالمظاهرات, مشيرا إلى أن هذا ليس الحل بل سيؤدي إلى فتن وإنما الحل بالمناصحة والإنكار والعام والخاص كما يفعل المشايخ الآن. وقال العمر: لقد ذهب عدد من المشايخ خلال هذا الاسبوع 3 مرات للديوان الملكي, وتحدثوا مع كبار المسؤولين في الديوان وعرضوا عليهم مطالبهم, وآخر هذه اللقاءات كان مع خادم الحرمين الشريفين حيث قابله قرابة 10 من المشايخ الذين تم استقبالهم استقبالا طيبا وأعطوا ولي الأمر كتابات موثقة وسمع منهم مطالبهم, وحدثوه عن موضوعات من أهمها التعليم والموقوفين. وذكر الشيخ العمر أنه رأى عددا آخر من العلماء ذهب أيضا لمقابلة خادم الحرمين لمحادثته في أمور مشابهة ولكنهم يرفضون الحديث فيها في العلن. ونصح فضيلته الشباب بالصبر الإيجابي الذي يصحبه العمل وليس الصبر السلبي, مشيرا إلى أن الطريق مفتوح لإمامة المتقين بالعمل والاجتهاد, وأوصى الشباب الاخيار بالكتابة ضد هؤلاء في الإعلام الجديد على الإنترنت إذا لم يتمكنوا من نشر كتاباتهم في الصحف السيارة. وحذر من التجريح الشخصي كما يفعل بعض الرافضة, مؤكدا على ضرورة أن تكون المقالات محكمة حتى يعم نفعها, مشيرا إلى أن بعض المقالات على الإنترنت وصل عدد قرائها الى المليون. وأكد على أهمية القيام بواجب الدعوة والأمر بالمعروف وعدم إلقاء المسؤولية على الآخرين من العلماء والأمراء فقط. وحذر من محاولات أعداء الله تعكير صفو المجتمع بمقالات كمن قال: إن فرعون مؤمن ومن أنكر الحوض, وغير ذلك. وشدد على ضرورة عدم الاندفاع والعمل حسب الطاقة وما هو متاح, وأن على الشباب أن يعلموا أن عليهم العمل والاجتهاد أما النتيجة فليست إليهم "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".