أكدت الصحف السعودية الصادرة "الثلاثاء"، أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يعني نهاية الحرب على الإرهاب، لكنه يمكن أن يكون بداية مرحلة جديدة في تلك الحرب الطويلة التي تتطلب المزيد من التعاون الأمني بين دول العالم، وتوحيد المعايير والإجراءات التي يتخذها المجتمع الدولي ضد الجرائم الإرهابية. فمن جانبها، رأت صحيفة "الجزيرة" أن إغلاق كتاب حياة "بن لادن" رحمة للمسلمين وخاصة الذين ابتلوا بأفعال هذا الرجل الذي جلب كل الدمار الذي تعرضت له العديد من الأقطار الإسلامية التي لا تزال تعانيها حتى الآن كأفغانستان والعراق واليمن، إضافة إلى الأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيمه الإرهابي في المملكة وخلفت الكثير من الضحايا الأبرياء، إضافة إلى الخسائر والدمار في الممتلكات. وأشارت الصحيفة -في افتتاحيتها- إلى أن النهاية التي آلت إليها حياة "بن لادن" نهاية متوقعة لكل قاتل يخطط وينظم القتل الجماعي فيقتل بالأسلوب والطريقة نفسيهما، منوهة بأن الذي أكد هذا الطرح أن نهاية "بن لادن" جاءت في زمن الربيع العربي الذي شهد سقوط العديد من الطغاة والدكتاتوريين الذين أذاقوا شعوبهم الويل والثبور. ونبهت "الجزيرة" إلى أن مرحلة بن لادن طويت وأن مرحلة التغيير والربيع العربي بدأت في تزامن يوحي بأن المنطقة مقبلة على تحولات تتطلب يقظة وفَهما لما يدور حولنا حتى لا يفاجأ العالم بمنتج آخر ليوجه المنطقة توجها ليس بالضرورة يكون لصالح أبنائها. من جهتها، قالت صحيفة "الوطن" إن توقيت مقتل بن لادن يعد مثاليا بمعايير العالم العربي الجديد والشارع الثائر على الحكومات، لافتة إلى أن مقتله بالطريقة التي تم بها كان من الممكن أن يحدث أثرا سلبيا لو أنه حدث في أواخر العام المنصرم. وأكدت "الوطن" أن توقيت تصفية زعيم القاعدة نموذجي اليوم، حيث إن غالبية شعوب العالم العربي تمر بمرحلة جديدة، وهي مرحلة أهم من أن تلتفت الشعوب فيها لمقتل أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري أو غيرهما من زعامات القاعدة. أما صحيفة "اليوم" السعودية، فقالت إن الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة ربما أزاح كابوسا ثقيلا جثم لسنوات على صدر الفكر الإسلامي المعتدل، والذي كان يرى في التعامل مع الآخر أنموذجا للشراكة البشرية من أجل التعايش السلمي على كوكب الأرض. وحذرت "اليوم" من أن الهزات الارتدادية والانتقامية من عناصر التنظيم بعد نهاية أسطورة بن لادن روحا وجسدا ستكون متوقعة بكل تأكيد، منوهة بأن المشكلة ستبقى في الفكر البن لادني إذا صح التعبير، وضرورات تصحيح هذا الفكر ومسبباته، إذا كان الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة، جادين في التعامل مع ملف الأزمات الموقوتة، التي يتذرع بها منظرو القاعدة، لتمرير مخططاتهم، كما أنه وفي نفس الوقت، ستفقد بعض الأنظمة حججها وذرائعها بزوال رأس القاعدة. بدورها، قالت صحيفة "المدينة" إن مقتل زعيم تنظيم القاعدة فجر أمس جاء ليشكل الحدث الأبرز في الأوساط السياسية والإعلامية على مستوى العالم، لافتة إلى أن هذه العملية تعتبر نقطة تحول هامة في الحرب على الإرهاب وتصحيح مسارها نحو الطريق الصحيح بعيدا عن المسارات الجانبية التي تبدد الجهود المبذولة في تلك الحرب وحسمها بشكل جذري ونهائي وتخليص العالم من فيروس الإرهاب. ورأت "المدينة" أن هذا الإنجاز الأمني الكبير الذي تحقق لإدارة أوباما لا يزيد من فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية لفترة ثانية فقط، وإنما من شأنه أيضا أن يصحح الخلل في تعامل واشنطن مع ملف الإرهاب.