د. عبدالعزيز جار الله الجار الله - الجزيرة السعودية مقتل أسامة بن لادن إعلان عن نهاية مرحلة إرهابية عانت منها بلادنا كثيرا، والانتقال إلى مرحلة جديدة من الصراع العالمي. فهل قررت أمريكا إنهاء مرحلة بن لادن واختارت التوقيت: الزمان والمكان. أم أنها جاءت الفرصة في ظرف عسكري نتيجة الجهود الاستخباراتية والمعلوماتية المتبادلة مع باكستان. الأمر لا بد أن يحسم وتنتهي مرحلة بن لادن بعد الثورات العربية المتتالية التي فرضت واقعاً جديداً ليس في المحيط العربي بل في العالم الإسلامي مما يصعب الأمر أمام الغرب وأمريكا في الاستمرار بالهيمنة والنفوذ على العالم... وطويت صفحة إرهاب بن لادن التي جرت الويلات على بلادنا في التفجيرات والقتل العشوائي واستهداف الإنسان والاقتصاد والموارد المالية والنفطية والتهديد عبر وسائل الإعلام وإعلان الحرب علينا.هذه المرحلة أفسدت علاقاتنا بالآخرين في غرب وشرق العالم حتى أصبحنا مشبوهين وتم تشويه الهوية الوطنية والدين الإسلامي... أمريكا هي من يعرف بالدقة سيناريو أسامة بن لادن من البدايات إبان مواجهة الروس في أفغانستان, وهي أيضا من كتب نهاية بن لادن بالقتل فهل تنهي تلك الخلايا التي تشكلت من رحم القاعدة. فالمنطقة العربية تحركت شعبياً: تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، وسوريا. ودول أخرى على القائمة انفصلت عن مرحلة بن لادن قبل مقتله لها ثقافتها الجديدة وتوجهاته غير الواضحة فهل الغرب مستمر في إستراتيجية أحداث (11) سبتمبر أم أن هناك تطورات دولية اقتصادية وحركة شعوب تتطلب (دفن ) مرحلة ابن لادن والتفكير في الواقع الجديد واقع (2011)م واقع إسرائيل الديمقراطية كما تدعي وسط شعوب عربية هي الآن أكثر رغبة وإلحاحا للديمقراطية التي روجت لها أمريكا منذ غزت العراق ودمرت أفغانستان من أجل الديمقراطية... وكذلك واقع شعوب عربية ليست (مرتهنة ) أو تبعية لأحد، شعوب حركتها الاعتراضات والمظاهرات السلمية والإعلام الجديد. إذن كان لابد أن تعيد أمريكا والحلف الأطلسي الحسابات بعد التجربة الصعبة التي عاشتها في ليبيا, والتعجيل في النهاية السريعة لفترة بن لادن التاريخية التي استمرت لأكثر من (10) سنوات تغيرت معها السياسات والأنظمة وأصبح العالم العربي أكثر خطورة وتهديدا للمصالح الغربية من بقاء واستمرار بن لادن المعزول والمسيطر عليه تحت حراسة الأجهزة الاستخباراتية العالمية...والسؤال: ما هي هوية المرحلة المقبلة بعد زعيم القاعدة، وكيف ستكون الإستراتيجية الجديدة, وما هي ملامحها, ومن سيدفع الثمن في مرحلة ما بعد ابن لادن، وكيف سيتم استيعاب الخلايا وإذابتها، ما هي ملامح الحرب القادمة بعد أن تحررت الشعوب العربية من الهيمنة والتبعية؟!.