هدد وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان الخميس باللجوء الى "ترسانة كبيرة من الاجراءات" الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية اثر ابرام اتفاق الاربعاء بين حركتي فتح وحماس. وقال ليبرمان لاذاعة الجيش الاسرائيلي "تم مع هذا الاتفاق تخطي خط احمر (..) نملك ترسانة كبيرة من الاجراءات مثل الغاء وضع الشخصية الهامة لابو مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) وسلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني) ما سيمنعهما من التحرك بحرية" في الضفة الغربية. واضاف "يمكننا ايضا تجميد تحويل الضرائب المقتطعة في اسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية". وكانت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس اتفقتا بعد اجتماع الاربعاء في القاهرة على تشكيل حكومة انتقالية بهدف تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في غضون عام، وذلك بعد اكثر من عام ونصف العام من المباحثات العقيمة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اكد مجددا مساء الاربعاء ان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ان يختار بين السلام مع اسرائيل والسلام مع حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. وبحسب ليبرمان، فإن هذا الاتفاق سيترجم عبر "الافراج عن المئات من ارهابيي حماس المعتقلين لدى السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". كما اعتبر ليبرمان ان الانتخابات المقررة العام المقبل بموجب الاتفاق ستسمح لحماس "بالسيطرة" على الضفة الغربية. واضاف "نأمل ان يحافظ المجتمع الدولي برمته على الشروط التي حددتها اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا والامم المتحدة) للفلسطينيين وهي وقف اعمال العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات المبرمة في الماضي في وقت ترفض حماس ايا من هذه الشروط". وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من جهته ان "الاحداث الاخيرة تقوي الحاجة الى الاعتماد حصرا على انفسنا". وقال "الجيش والاجهزة الامنية ستتعامل بقبضة حديدية لمواجهة اي تهديد او تحد". في المقابل، دعا حاييم رامون احد قادة حزب كاديما الوسطي المعارض رئيس الوزراء الاسرائيلي الى تقديم خطة للسلام. وقال "ان حال المراوحة يشكل كارثة علينا جميعا من وجهة نظر سياسية وامنية، ان لم تطلق اسرائيل مبادرة سياسية فإن اللجنة الرباعية ستعترف في نهاية المطاف بحماس". واضاف رامون "على اسرائيل ان تعلن انها ستغادر الاراضي (الفلسطينية) الا انها ستحافظ على مجمعات المستوطنات (في الضفة الغربية) مع تبادل للاراضي كتعويض. ان تقديم مبادرة سيبعد خطر عزلة دولية" عن اسرائيل. وعبر المسؤولون العسكريون الاسرائيليون مرارا خلال الاشهر الماضية عن رضاهم ازاء تعاون الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وبحسب مسؤول من حماس في الضفة الغربية طلب عدم كشف اسمه، فإن "ما يزيد قليلا عن مئة" عضو في حماس معتقلون حاليا لدى السلطة الفلسطينية.