كشفت إحدى برقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس أن أحد قادة حركة شباب 6 أبريل المصرية التي كان لها دور محوري في احتجاجات ميدان التحرير بالقاهرة هذا العام، كان قد التقى مسؤولين ومشرعين ومفكرين أميركيين في زيارته للولايات المتحدة أواخر عام 2008، وأن حركات في المعارضة المصرية قد اتفقت منذ ذلك الوقت على إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. وبحسب ما أورده موقع الجزيرة نت تقول البرقية الصادرة من سفيرة الولاياتالمتحدة بمصر مارغريت سكوبي يوم 30 ديسمبر/ كانون الأول 2008، أن عضو الحركة -الذي شطب موقع ويكيليكس اسمه من جميع المواقع التي ذكر فيها بالبرقية لأسباب أمنية وقانونية- قد عبر عن ارتياحه من اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين آنذاك بعد مشاركته في قمة تحالف حركات الشباب في نيويورك قبل ثلاثة أسابيع من ذلك الاجتماع. وتنقل البرقية عن عضو الحركة أن أمن الدولة المصري اعتقله عندما وصل مطار القاهرة وصادر جميع الأوراق التي بحوزته حول المؤتمر ولقاءاته التي أجراها بالولاياتالمتحدة. خطة تغيير شفوية وكان هذا العضو بحركة شباب 6 أبريل قد ذهب إلى المؤتمر مشاركا بورقة تدعو إلى التغيير الديمقراطي بمصر، وتنقل البرقية عنه قوله إن الحكومة (نظام مبارك) لن تقوم بأي إصلاحات ذات شأن، وإن العديد من أحزاب وحركات المعارضة قد أقرت خطة غير مكتوبة للتغيير الديمقراطي عام 2011. البرقية علقت على هذه التصريحات بالقول: نشك أن يحدث ذلك. لقد ضغطنا على وزير الخارجية المصري من أجل إطلاق سراح معتقلي حركة شباب 6 أبريل التي تدعو إلى تغيير النظام الحالي (نظام مبارك) وإحلال ديمقراطية برلمانية قبل انتخابات الرئاسة عام 2011، وهي دعوة غير واقعية ولا تؤيدها حركات المعارضة الرئيسية. " حيثما يوجد متظاهرون وحركات تعمل ضد حكومات لا تلبي أهداف ومصلحة أميركا التجارية العليا، سنرى موفمينتس دوت أورغ حاضرة هناك غلوبال ريسيرتش " غير أن البرقية تنقل عن لسان المتحدث المصري بأن حزب الوفد والحزب الناصري وحزب التجمع وحركة كفاية وجماعة الإخوان المسلمين قد وافقوا على خطة التغيير الديمقراطي الشفوية. شح بالأموال وتذكر البرقية أن عضو حركة شباب 6 أبريل موضوع البرقية، قد لمح مرتين إلى موضوع شح الأموال بدون أن يطلب أموالا بشكل مباشر، المرة الأولى عندما قال إن تطبيق تكتيكات تقنية لتفادي ملاحقات وتجسس أمن الدولة لن ينجح لأن كثيرا من أعضاء الحركة لا يمتلكون حواسيب خاصة بهم، والمرة الثانية عندما قال إنه قد لا يستطيع تلبية دعوة الكونغرس للتحدث حول قرار الحريات الدينية بمصر لأنه لا يمتلك المال اللازم للرحلة. ولم تذكر البرقية ما إذا كانت الجهات الأميركية قد بادرت إلى تقديم مساعدة مالية أم لا. يُذكر أن منتصف 2009 ونتيجة الاتصالات بجهات أميركية، حدثت انقسامات وأزمة خلافات داخلية بحركة شباب 6 أبريل. وأدت الخلافات الداخلية إلى انقسام الأعضاء إلى مجموعتين واحدة يقودها المنسق العام للحركة أحمد ماهر الذي كان قد أحيل للتحقيق لاتهامه بالموافقة على مشاركة الأعضاء بدورة مؤسسة فريدوم هاوس الأميركية وأعمال قمة تحالف حركات الشباب، ومجموعة أخرى يقودها المنسق العام المساعد محمد عبد العزيز الذي أسس مجموعة جديدة سماها "لن تمروا". يُذكر أن تحالف حركات الشباب تأسس في نيويوركبالولاياتالمتحدة عام 2008 كمنظمة غير حكومية، ونشط في جمع الشباب الذي يستخدم الإنترنت كوسيلة للتغيير الديمقراطي بأماكن عديدة من العالم، ويعقد مؤتمرات سنوية، وموقعه الرسمي على الإنترنت هو "موفمينتس دوت أورغ". شكوك واتهامات وقد حامت حول التحالف بعض الشكوك ووجهت إليه بعض الاتهامات بوقوف جهات سياسية أميركية خلفه. وقد نشر موقع غلوبال ريسيرتش يوم 19 فبراير/ شباط 2011 مقالا تضمن تساؤلات حول الطريقة التي تدار بها أعمال التحالف ونشاطاته، ووقوف مؤسسات تجارية أميركية خلفه متهمة بارتكاب الكثير من المخالفات بمجال حقوق الإنسان. يقول المقال "ما نراه ليس مؤسسة يستطيع النشطاء العمل من خلالها، ولكن مؤسسة ينتمي إليها مجموعة نشطاء تم اختيارهم بعناية يعملون على مناطق المشاكل" التي تريد الخارجية الأميركية إحداث "تغيير" فيها وهي: السودان وإيران والسعودية ومصر وأوروبا الشرقية وفنزويلا وحتى تايلند. حيثما يوجد متظاهرون وحركات تعمل ضد حكومات لا تلبي أهداف مصلحة أميركا التجارية العليا "فسنرى موفمينتس دوت أورغ حاضرة هناك". ويقول المقال إن محمد البرادعي وهو عضو مجموعة الأزمات الدولية الممولة من عدة حكومات غربية قد اجتمع مع حركة شباب 6 أبريل بعد انخراطهم في نشاطات موفمينتس دوت أورغ، وأن أفضل إثبات على وجود أجندة لموفمينتس دوت أورغ هو ثمرة ربط الحركة برجلها البرادعي الذي أصبح اليوم يتمتع بفرصة قوية للجلوس على مقعد الرئاسة.