تتابع الصين الاضطرابات التي تهز حكم حسني مبارك في مصر بقلق وانزعاج حتى ان الرقابة التي تفرضها على الانترنت تحول دون اجراء مناقشات عبر الشبكة بينما تعرض الصحافة الرسمية رواية مجملة عن الوضع السائد في مصر. وخضعت الاخبار الاخيرة الواردة من مصر الاثنين الى الرقابة في اهم المواقع الالكترونية المتخصصة بالمدونات في الصين. ومنذ السبت يقابل كل من يطلب معلومات ترد فيها كلمة "مصر" فيما يعادل شبكة تويتر بالصين الجواب التالي "القوانين السارية في البلاد تمنع تقديم نتيجة لبحثك". ويرتاب الحزب الشيوعي الحاكم في بكين الذي يتصدى للمطالب الديموقراطية ويخشى من تعكير النظام العام، من احتمال عدوى تاتي من القاهرة بعد ان الهمت الثورة التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، حركة الاحتجاج المصرية. واكتفت الصحافة بالتحدث باختصار عن حركة الاحتجاج والتظاهرات المناهضة للحكومة المصرية والتي اسفرت حتى الان عن سقوط ما لا يقل عن 125 قتيلا والاف الجرحى منذ اسبوع. وركزت تغطيتها بالخصوص على ضرورة استعادة الامن ومشاهد الفوضى بينما اختصرت العوامل السياسية والنداءات الى الديمقراطية. وعرضت نشرة ظهر الاثنين المتلفزة صور الرئيس المصري حسني مبارك وهو يعقد اجتماعا مع كبار المسؤولين بدون ان تبث صورا عن الاف المصريين المعتصمين في ساحة التحرير رغم فرض التجول وانتشار الجيش في الشوارع. ولم تنشر ابرز الصحف الصينية الاثنين اي صورة للاحداث في مصر. وحذرت صحيفة غلوبال تايمز المعروفة بمواقفها القومية، من الفوضى التي قد تنجم عن الانتفاضة الشعبية. وكتبت الصحيفة ان "الديمقراطية كنظرية عامة وافق عليها معظم الناس لكن كنظام سياسي لا يعتبر النموذج الغربي سوى خيارا من بين عدة خيارات اخرى". واعلن هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان ان "الصين تتابع عن كثب تطور الوضع في مصر" مضيفا ان "مصر بلد صديق نامل ان يستعيد الاستقرار الاجتماعي والنظام العام في اسرع وقت ممكن". وشبه الرقابة التي تمارسها بكين على الاخبار الواردة من مصر لتلك التي وردت على "الثورات ذات الالوان" في اشارة الى الحركات الداعية للديمقراطية التي تبلورت قبل نحو عشر سنوات في المجتمعات الشيوعية سابقا في وسط وشرق اوروبا وآسيا الوسطى. وتخضع شبكة الانترنت في الصين لحجب المواقع السياسية الحساسة حيث تراقب بكين بشدة مجموعة مستخدمي الانترنت الصينيين المقدر عددهم بنحو 450 مليون شخص تفاديا لانتشار الانشقاق والاستلهام بالخارج. وصرح جيريمي غولدكور رئيس تحرير موقع "دانويي دوت اورغ" الاخباري الذي تحجبه الرقابة ايضا "يبدو لي ان الحكومة اعطت تعليمات لكافة وسائل الاعلام بالاقتصار على برقيات (الوكالة الرسمية) الصين الجديدة. هذه هي الاجراءات العادية". واكد ان هذه القناة المفروضة تسمح للسلطات بان تصف كيف ما تشاء الوضع في مصر وان تؤكد احيانا انه نتيجة تاثير الغرب.