اتسعت دائرة الاهتمام والقلق السياسي والشعبي بأبعاد وخطورة شبكات التجسس الإيرانية في الكويت، التي أصدر القضاء أحكاماً في واحدة من أصل 8 شبكات، وصلت إلى حد المطالبة بإعدام 3 متهمين، بينهم عسكريون. ونقلت جريدة القبس الكويتية عن مصادر مطلعة ان الأجهزة الأمنية اعتقلت عددا من أعضاء الشبكات السبع التي تنشط في الكويت، ومن بينها شبكتان مسلحتان، فيما يجري تتبع ورصد بقية أعضاء الشبكات التي أدخلت العلاقات الكويتية - الإيرانية في نفق مظلم. وقالت أوساط خليجية متابعة ان سفارات إيران في كل دول الخليج «في دائرة الاتهام والشك»، إذ أظهر التواصل الأمني الاستخباراتي بين دول مجلس التعاون ان خيوط شبكات التجسس تدار من خلال السفارات الإيرانية في الخليج، ولم تستبعد الأوساط الخليجية ان يكون لهذه الشبكات تواصل مع شبكات مماثلة في دول مجلس التعاون الخليجي، وقالت هذه الأوساط ل القبس: كل المؤشرات، حتى الآن، تؤكد وجود مخطط كبير يستهدف أمن المنطقة ككل، وما يجري في البحرين من تدخل لدعم أقلية في المعارضة البحرينية، انما يأتي ضمن اطار سيناريو سيئ يُرسم لدول المنطقة، وأكدت الأوساط الخليجية أيضا أن مشاورات تجري على مستوى رفيع لعقد اجتماعات أمنية، وبحث الإجراءات الواجب اتخاذها تجاه هذا التحرك الإيراني المثير للقلق والاستنكار. كما علمت القبس من مصادر خليجية، ان الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تحضر لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض، غدا الاحد، لبحث التطورات في المنطقة. محلياً على الصعيد المحلي، قالت القبس: ان الساعات ال 72 الماضية شهدت اتصالات ومحادثات كويتية - إيرانية، وان الكويت أبلغت إيران، من خلال قنوات عدة، استياءها واحتجاجها الشديدين لتورط الحرس الثوري الإيراني في زرع شبكات تجسسية في الكويت، حتى بدا الأمر وكأن الكويت، التي حرصت على رفض أي تحرك عسكري ضد طهران، قد صُنفت فجأة في خانة «الدولة العدوة».. وزرع شبكات التجسس كان يجب أن يكون في اسرائيل لا الكويت التي سعت بكل ثقل لتعزيز العلاقات على كل المستويات، حتى انها قررت تخصيص ميناء الدوحةلإيران لتبادل البضائع وتنشيط الحراك الاقتصادي الإيراني، «ومن المؤسف والمستنكر ان تواجَه الكويت، بعد كل ما قدمته، بالغدر، والسعي لضرب الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني فيها». وأضافت المصادر ان الكويت أبلغت إيران أيضاً بأنه وبعد صدور أحكام القضاء، وبعد توافر المستندات والقرائن بحق أعضاء شبكة التجسس، تعتبر ان الثقة اهتزت بشكل كبير بسبب هذا الغدر، والعلاقة دخلت منعطفاً خطيرا، لأن أمن الكويت واستقرارها على المحك، وهذا ما يعتبر خطاً أحمر. صنَّفونا أعداءً! وجّهت الكويت سؤالاً مباشراً لإيران، وهو: «ما مصلحة الكويت في إثارة هذه المواضيع كي تتحدثوا عن مؤامرة؟».. وقالت مصادر مطلعة ل القبس: «نحن ننطلق من أحكام القضاء التي صدرت بعد توافر القرائن والمستندات، فلماذا صنفوا الكويت عدوّة، وما الإجراء السيئ الذي قمنا به وأضر بهم كي يتم التعامل مع الكويت بهذا الشكل؟». الواقع اختلف تماماً قالت المصادر إن المسؤولين الإيرانيين تحجّجوا بأن مسؤولين كويتيين سبق أن نفوا وجود شبكات تجسس في الكويت، لكن الرد الكويتي كان ان النفي السابق جاء انطلاقا من حسن النوايا بتجاوز أي أزمة، وفي إطار الحرص على العلاقات بين البلدين، ولكن بعد ظهور الأحكام القضائية وتوافر القرائن والدلائل، فإن الواقع اختلف تماماً.