دعت تركيا وروسيا، اليوم الأحد، التحالف الدولي إلى التوقف عن الضربات العسكرية في الأراضي الليبية. وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في جدة، الأحد، ب "وقف إطلاق النار على الفور" في ليبيا، من دون أن يحدد ما إذا كان يعنى في ذلك الحملة العسكرية الدولية. وقال أردوغان في كلمة خلال منتدى جدة الاقتصادي: "نطالب بوقف إطلاق النار على الفور في ليبيا، وقد أبلغنا السلطات الليبية بعدم توجيه السلاح نحو الشعب والاستماع لمطالبه"، معتبرًا أنّ "الأحداث تطورت في ليبيا بكل أسف، ووصلت إلى مرحلة لا نتمناها". مطالبًا العقيد الليبي معمر القذافى ب "تسليم البلاد إلى من يملك منصبًا رسميًا". ومن جهته، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، في بيان صدر اليوم: "ندعو الدول المعنية إلى وقف الاستخدام العشوائي للقوة" مضيفًا أنّ الهجمات سببت سقوط ضحايا مدنيين. وتجرى حاليًا حملة عسكرية دولية ضد النظام الليبي الذي يواجه حركة احتجاجية كبيرة، وذلك في إطار القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. وعلى الصعيد ذاته أبرزت كبرى الصحف الصينية يوم الاثنين معارضة بكين القوية للغارات التي يشنها الغرب على ليبيا متهمة الدول التي تدعم الضربات بانتهاك الاحكام الدولية والمغامرة باحداث اضطرابات جديدة في الشرق الاوسط. وظهرت أعنف ادانة للهجمات الجوية الغربية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني وكشفت كيف يمكن للصراع ان يصبح نقطة توتر جديدة بين بكين وواشنطن. واتهمت الصحيفة الولاياتالمتحدة وحلفاءها بانتهاك الاحكام الدولية على الرغم من ان الصين امتنعت عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الصادر الاسبوع الماضي والذي سمح رسميا بالهجمات الجوية. وشبهت الصحيفة الصينية الهجوم على مواقع ليبية بالغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 وقالت انه يكشف عن نمط للتدخل الغربي في شؤون الدول الاخرى. وجاء في تعليق للصحيفة "العواصف الملطخة بالدماء التي اجتاحت العراق طوال ثماني سنوات ومعاناة شعبه التي لا توصف هي مراة وتحذير. "الهجمات العسكرية على ليبيا بعد حربي أفغانستان والعراق هي المرة الثالثة التي تشن فيها بعض الدول عملية مسلحة ضد دول ذات سيادة." وعبرت الخارجية الصينية عن "تحفظها الشديد" على التحرك العسكري. ويوم الاثنين قالت الوزارة ان مبعوثها الى الشرق الاوسط سيزور هذا الاسبوع اسرائيل ولبنان وسوريا وقطر والاراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من انه من غير المتوقع ان تذهب بكين الى ابعد من التنديد الشفهي للحكومات الغربية بسبب الغارات الا ان موقفها قد يكسبها نقاطا لدى دول عربية ودول أخرى اذا استمرت الغارات الجوية واوقعت المزيد من الضحايا. وقال جيو شيان جانغ نائب رئيس المعهد الصيني للدارسات الدولية في بكين "نفوذ الصين في الشرق الاوسط ينمو باضطراد عاكسا نموها الاقتصادي وهذا سيفرض على الصين ان تتحدث أكثر عن الشؤون الاقليمية." وحين قررت الصين الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الامن اشارت بكين الى مطالبة العرب بقرار سريع من الاممالمتحدة. وقلما تستخدم الصين حق النقض في مجلس الامن لتعطيل القرارات وهي تلجأ للتهديد باستخدامه للتخفيف من اقتراحات غربية. وكانت قد امتنعت عن التصويت أيضا في القرار الذي سبق حرب الخليج عام 1991 .