يعتبر المشير محمد حسين طنطاوي أحد أهم أركان الجهاز العسكري المصري خلال السنوات الماضية، استطاع خلالها المحافظة على هيبة الدولة المصرية واحترامها من قبل أعدائها قبل أصحابها. وإلى جانب قيادته القوات المسلحة منذ 20 عاماً كوزير للدفاع والإنتاج الحربي، أصبح يرأس الآن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي أوكل إليه الرئيس السابق محمد حسني مبارك مهمة إدارة شئون البلاد بعد تنحيه عن السلطة مساء الجمعة الماضي. ورغم إيمانه بأن مصر دولة تؤمن بالسلام وتعرف جيدا أنه ليس لها عدائيات مباشرة، إلا أنه اتبع إستراتيجية تؤكد على أن القوات المسلحة تمتلك الجاهزية الدائمة للدفاع عن أرضها في أي وقت، فأصبح الحفاظ علي أمن مصر القومي بمفهومه الشامل وسلامة وقدسية أراضيها ومصالح شعبها هو المهمة الرئيسية للقوات المسلحة. ودائما ما يرى المشير طنطاوي أن مصر مستهدفة، لذلك كان حريص على أن تتحلى القوات المسلحة في عهده بأعلى درجات اليقظة من خلال الاحتفاظ بأعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالي، وإدراك ما يدور حولها من أحداث ومتغيرات. تاريخ حافل المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي. ولد في 31 أكتوبر 1935، من أب مصري نوبي. تخرج في الكلية الحربية سنة 1956، ثم كلية القيادة والأركان، بدأ المشير حياته العسكرية في القوات البرية، وشارك في حرب قناة السويس العام 1956، ثم في حرب الأيام الستة في يونيو 1967، وصولا إلى حرب أكتوبر 1973. شارك طنطاوي في ثلاث حروب ضد إسرائيل في أعوام 1956 و1967 و1973 والتى كان خلالها قائد وحده مقاتله بسلاح المشاة. وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقاً عسكرياً لمصر في باكستان ثم في أفغانستان. المناصب القيادية شغل طنطاوي مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة المصرية قبل تكليف الرئيس حسني مبارك له بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، ومن بين المناصب التي تولاها : قائد الجيش الثاني الميداني (1987)، وقائد قوات حرس الجمهوري (1988)، وقائد عام للقوات المسلحة، ووزير للدفاع والإنتاج الحربي في 1991 برتبة فريق، ثم بعدها بشهر أصدر الرئيس مبارك قرارا بترقيته إلى رتبة فريق أول. وفي عام 1993 أصدر الرئيس مبارك قرارا جمهوريا آخر بترقيته إلى رتبة المشير، ثم قائد عام للقوات المسلحة منذ 1995 ،إلى أن تم تعينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب منصبه وزيرا للدفاع، بعدما أقال مبارك حكومة نظيف في محاولة فاشلة لتهدئة الاحتجاجات الأخيرة شهادة الأعداء دائما ما كانت تتردد الإشاعات حول اعتراض المشير طنطاوي على سياسات حكومة الدكتور أحمد نظيف وتوجيه النقد للعديد من الوزراء خلال جلسات مجلس الوزراء، إلا أن خرجت وثيقة نشرها موقع ويكيليكس الشهير تعود إلى العام 2008 حول شخصية المشير. الوثيقة جاءت في برقية لوزارة الخارجية الأميركية من سفارتها بالقاهرة، لتؤكد معارضة المشير طنطاوي سياسات الإصلاح الاقتصادي والسياسي الذي تتبعه الحكومة المصرية لأنه من وجهة نظره يضعف سلطة الحكومة المركزية. وذكرت البرقية أن المشير بدا متشككاً في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي أتبعته الحكومة منذ مطلع العقد الماضي"، معتقداً أن "تخفيف سيطرة الحكومة على الأسعار والإنتاج يغذي زعزعة الاستقرار الاجتماعي وأضافت البرقية: "في مجلس الوزراء - حيث لا يزال له نفوذ كبير -.. إنه مهتم بالدرجة الأولى بالوحدة الوطنية، ويعارض مبادرات سياسية يعتقد أنها تشجع الانقسامات السياسية أو الدينية في صفوف المجتمع المصري".