مكة أون لاين - السعودية تبقى اللغة العامل الأكثر سطوة في حياة الإنسان منذ البدء.. هي المكون الأشمل والطيف الأوسع والعنصر الأقوى في كينوناتنا وانتماءاتنا وإدراكنا وفهمنا وقبولنا ورفضنا.. باللغة نتعامل وباللغة يتعامل معنا الآخرون.. بها نحب ونكره ونتودد ونشتم ونعد ونخلف ونأمر ونطلب.. باللغة نقترب ونبتعد ونتفق ونختلف ونرتبط وننفصل.. وباللغة نعبد ونتعلم ونتفاوض ونتحاور ونفكر.. اللغة هي نحن.. من نكون.. وكيف نكون. واللغة عنصر اجتماعي.. تكون بالناس ومنهم ولهم ومعهم.. تتواجد حيث وجدوا وتختفي حيث لا يكونون.. ولما كانت هي المرتكز والمحور في العلاقات الاجتماعية بين البشر.. بها تبدأ العلاقات وبها تستمر.. بها تنعطف وبها تنتهي.. وبها تزدهر وبها تخبو.. فإنها اللغة ذاتها هي أهم ما يجب النظر إليه عند حدوث أي خلل في أي علاقة بين طرفين.. والإنسان من حيث هو إنسان إنما هو كائن اجتماعي تعريفا وبالضرورة وجوده لا يكون واستمراره لا يتحقق إلا من خلال الآخرين وبهم ومعهم.. ضمن منظومة من العلاقات تربطه بالآخرين وتربط الآخرين به.. إن كان رجلا فأب أو ابن أو زوج أو أخ أو صديق أو رئيس أو مرؤوس أو جار أو أو.. وإن كان امرأة فأم أو ابنة أو زوجة أو أخت أو صديقة أو رئيسة أو مرؤوسة أو أو.. وفي كل نوع من هذه العلاقات تكون اللغة هي المحور والمرتكز.. إن حسنت حسنت علاقاتنا وإن ساءت تدهورت تلك العلاقات.. واللغة ألفاظ تختار وتعابير تنتقى ومعان توجه بين طرفي العلاقة.. لكل طرف أنماطه وأنساقه ومفاهيمه ومعتقداته ورؤيته وأهدافه.. تختلف باختلاف العمر والجنس والتعليم والعرق وكل المكونات الثقافية للفرد.. وتتغاير بتغاير الموضوع وطبيعة العلاقة والزمان والمكان وقناة الاتصال وغاياته.. فهم ذلك وإدراكه وتفهمه وقبوله عن الطرف الآخر نجاح للعلاقة وتميز فيها واستمرار بها.. وجهله وتجاهله وإغفاله ورفضه ونفيه فشل في العلاقة وتساهل بها وانتهاء لها.. وبين فهم وجهل.. وإدراك وتجاهل.. وتفهم وتغافل.. وقبول ورفض.. تكون السعادة والنجاح والرضا والتميز والإبداع والراحة والألق.. وتكون التعاسة والفشل والحزن والجمود والكآبة والضيق.. علاقة سر أسرارها اللغة من البدء وحتى المنتهى.. [email protected]